• ×

10:36 صباحًا , الخميس 19 مايو 1446

فلسفة الإيمان في سطور قليلة / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 0  0  719
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
 فلسفة الإيمان في سطورقليلة / حامد علي عبد الرحمن
من المعلوم أن معنى الإيمان هو التصديق ولذلك أنت عندما تؤمن بشيء يعني أنك تصدق به . وليس بالضرورة أن كل ما نؤمن به رأيناه أو سمعناه بأنفسنا . كثيرة هي الأشياء التي نؤمن بها ولم نرها .. مثلا : نحن نؤمن بدول ومدن لم نزرها أبدا ( لندن ، باريس ، قبرص ، صنعاء ، .... إلخ ) رغم أننا لم نرها بأعيننا ولكن تواترت الأخبار على وجودها فاصبح الإيمان بها بديهيا، من ينكرها نشك في ( قواه العقلية ) أيضا على مستوى العلم نحن نؤمن بأشياء لم نرها مثل الذرة والنواة والإلكترونات والبروتونات والموجات الصوتية والضوئية التي تحيط بنا ، موجات فوق سمعية وتحت سمعية وفوق حمراء وتحت حمراء ... إلخ . وهناك الكثير من العلوم والمعارف لا زالت مجهولة وكثير من الظواهر لم يستطع أحد أن يفسرها .. كثيرة هي الأشياء التي لا نعرفها ولا نعرف لها تفسيرا عن الكون والنجوم وعن الحياة والموت وعن الظواهر الطبيعية ومن يقول أن العلم لديه تعريف أو تفسير لكل شيء نشك في قواه العقلية أيضا .
كانت الأبعاد المعروفة إلى زمن قريب ثلاثة ( الطول ، والعرض ، والارتفاع ) ثم جاء أينشتاين وأضاف إليها بعدا رابعا وهو الزمان . هذه الإضافة غيرت وجه العلم .. وبُعد الزمان هذا حير العلماء والمفكرين وكل ما قيل فيه هو مجرد نظريات قابلة للدارسة والأخذ والرد ، يقول العلم : أننا لو استطعنا أن نصل بالأجسام إلى سرعة الضوء فإن الاجسام تختفي تماما لتظهر في زمن أو بُعد اخر ربما في المستقبل وربما في الماضي .. وأيضا هناك نظريات علمية تؤكد أنه لو وضعنا بعض الأشياء تحت ظروف محددة يمكن إيقاف الزمن عند هذه الأشياء بحيث لا يؤثر فيها وتحافظ على شكلها وهيئتها ، وهذا ربما يفسر ما حدث لأصحاب الكهف أو لنبي الله عزير الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه.. تأملوا إضافة بُعد واحد فقط غير الملامح وغير التصورات والأفكار فكيف إذا أضفنا أبعادا أخرى بعض النظريات الحديثة تقول أن هناك ( 11 ) بُعد و(24) ) بُعد .. وهذا أيضا ربما يفسر عدم تمكننا من رؤية الجن والملائكة ربما لأنهم في أبعاد أخرى . أيضا يؤكد أن الإنسان ينتقل عند موته إلى بُعد آخر ولذلك يرى ما لا نرى ويسمع ما لا نسمع .. كما قال تعالى : وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ وقال تعالى : لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ( العملية فوق مستوى إدراك الإنسان - وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا - )
إذن الكون ملئ بالأسرار التي لا يمكن أن نعرفها أو نفسرها .. والله جل جلاله هو أعظم هذه الأسرار ، لا يمكن الإحاطة به أو معرفته، كل الذي نعرفه أنه قوة عظيمة ، خالق كل شيء ومسيطر على كل شيء وإليه يرجع الأمر كله ( لا يستطيع الإنسان معرفة بعض أسرار مخلوقاته ) فمن الحمق والجهل أن يطلب الإنسان أن يحيط علما بالله الخالق العظيم .
وعدم معرفتنا التامة به ليس مسوغا لا علميا ولا عقليا أن ننكره أو نكفر به .. بل على العكس هذا يزيدنا إيمانا وتصدقينا به .
من آخر الاكتشافات أو النظريات العلمية المذهلة تقول أنه لا يوجد فراغ أو بمعنى أدق لا يوجد عدم في هذا الكون .. ما يسمى بالفراغ في الكون أو العدم ثبت أخيرا أنه مليء بالجسيمات والكواركات ( الكواركات : أصغر شيء عرفه الإنسان أصغر من الذرة بكثير ) والأشعة وغيرها والأهم ما يسمونه بحقول الطاقة ... حقول الطاقة هذه هي التي تربط بين هذه المكونات ، عندما تحدث اهزازات في هذه الحقول ينتج عنها صورة من صور المادة .. ولأن المادة صورة من صور الطاقة فيمكن تحويل الطاقة إلى مادة والعكس .. هذه المكونات وهذه الاهتزازات صُنعت وأُوجدت وخُلقت بمواصفات دقيقة جدا ويسيطر عليها قوة واحدة فقط عظيمة ومهيمنة .. لا يمكن أن تكون عشوائية أو صدفة لو كانت العملية عشوائية لتصادمت الأشياء وتعارضت وأصبح عندنا فوضى عامة وفسدت السموات والأرض وهذا مصداق لقوله تعالى : لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ... هذا هو الخلق أو الإيجاد من العدم أو ( الفطر ) وهو يتضح في قوله تعالى ( فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) أو قوله تعالى (فاطر السموات والأرض) . أي موجدها من العدم .
الكلام يطول والعملية أكبر بكثير من أن يدركها الإنسان .
يكفينا أن نعلم أن الله أصدق حقيقة في الوجود . وأنه خالق وفاطر ومسيطر على كل شيء .. هذا هو الإيمان بالله وهذا يقتضي بالضرورة الإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره .. ولمعرفة تفاصيل أكثر عن كل ذلك أقصد الكتب والملائكة والرسل واليوم الآخر والقضاء يلزمنا الرجوع إلى مصدر أخذ عن هذا الإله العظيم يلزمنا الرجول إلى ما قاله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يلزمنا الرجوع إلى القرآن والسنة وسسيفيدنا في ذلك التواتر في النقل وهو طريقة علمية منطقية للأثبات . وهذا أثبتناه في بداية المقال .
هذا ما تيسر إيراده وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

انقر هنا للمزيد عن الكاتب

التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:36 صباحًا الخميس 19 مايو 1446.