• ×

09:39 مساءً , الإثنين 28 يونيو 1446

رسالة إلى صديقي / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 0  0  1585
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
 رسالة إلى صديقي / حامد علي عبد الرحمن
صديقي العزيز عندما أكون صريحا معك .. عندما انفعل في نقاشي معك .. لا يعني ذلك أبدا قلة الاحترام أو عدم التقدير .. أبدا .. أنا لا أفعل ذلك إلا بالحق ومن أجل الحق وفي سبيل الحق .. فاعف واصفح وتجاوز انفعالاتي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالاً ... كم اتعبتني صراحتي هذه واحرجتني ولكنها من ناحية أخرى اسعدتني فلا يوجد سعادة أكبر من راحة الضمير ولا يمكن أن تتحقق راحة الضمير إلا بالصراحة وبالصدق .. ولذلك اعذرني يا صديقي لا استطيع إلا أن أكون صادقا .
محبتي فيك تأبى عن مسامحتي ........ بأن أراك على شيء من الزلل
أنت بحاجة إلى صديق صادق أكثر من حاجتك إلى صديق مجامل ( من جاملك على حساب الحق لا تأمنه ) بالتأكيد، اليوم معك وغدا عليك .
ما كان لله يا صديقي يبقى وما كان نفاقا ومجاملة وكذبا يذهب ادراج الرياح ولو بعد حين وكم من صداقة انقلبت عداوة وكم من محبة انقلبت كرها لأنها لم تكن لله .
ثم اسمع يا صديقي مني هذا الكلام الذي لا يخفى عليك ولكن من باب التذكير :
اعلم يا صديقي أن الأفعال أعظم من الأقوال وتأكد أن أعظم الانتصارات وأعظم النجاحات هي أن يعترف بفضلك اعداؤك وخصومك قبل أصدقائك .
وشمائلٌ شهِد العدو بفضلها ....... والفضل ما شهدت به الأعداء
ولذلك إذا استطعت أن تقدم إنجازا لا يقدر على إنكاره الأعداء فأنت بطل .
ـ ستجد الكثير والكثير من الناس يا صديقي يحبون الحق ويتغنون به ولكن القليل منهم من يقف معه وخاصة إذا تقاطع مع مصالحهم . ولذلك لا ترفع سقف التوقعات فيهم حتى لا تصاب بخيبة الأمل .
ـ إن كنت تسعى لإرضاء الناس جميعا فأنت مخطئ يا صاحبي ، بل واسمح لي صراحتي ( ستكون منافقا ) ، لا يمكن ان ترضي الإنسان ونقيضه ( الحق والباطل ) في نفس الوقت إلا بالنفاق والكذب . كن مع الحق دائما ولا تهتم بمن يرضى وبمن يغضب ، تحفظ أقلها دينك ومرؤتك . أقوى أنواع الذل يا صديقي منافقة ومجاملة من لا يستحق وخاصة إذا كان على حساب الحق .
ـ لا تتعب نفسك يا صديقي في البحث عن أسباب للمواقف السلبية التي قد يقفها البعض منك ( معاداتك والانتقاص منك ، والبحث عن زلاتك ) لأنك لن تجد سببا واضحا أبدا إلا الغيرة والحسد وهذه ليس لها دواء
وكيف يداري المرء حاسد نعمة ........ إذا كان لا يرضيه إلا زوالها .
ـ لو سألت البعض عن ما قدم لدينه وماذا قدم لمجتمعه ستجد الإجابة لا شيء .. ثم تجده ينتقد ويسخر وربما يتهم وينتقص ويقلل من شأن من يعمل .
ستجد يا صديقي المثبطين والمتخاذلين والمعطلين والمحبطين فلا تلتفت إليهم أبداً واستمر في العمل مهما كانت العراقيل .
ـ يحكى يا صديقي العزيز أن أسداً تربى مع نعاج وفي يوم من الأيام هاجمهم الذئب وعندما أراد أن يدافع عن نفسه وبدلاً من أن يستخدم الأنياب والمخالب هجم عليه برأسه مناطحا، نسي أنه أسد ولذلك احذر يا صديقي من معاشرة الفساق والمنحلين وأشباه الراجال فيأتي يوم تنسى فيه دينك ومروءتك ورجولتك ( تنسى أنك أسد ) .
ـ صديقي العزيز : صلاتك في البيت لا تعجبني وأخاف عليك من عدم القبول، لو كانت صلاة المنفرد جائزة لسمح الله للمجاهدين في الحرب بالصلاة كل على حده فذلك آمن .. ولكن الله تعالى أمرهم بالصلاة جماعة حتى وهم في صفوف الحرب قال تعالى: وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ ... الخ الآيات .. لو كانت والله جائزة لسمح بها في تلك الظروف .
نصيحة من قلبي يا صديقي، لا تغامر بقبول صلاتك بصلاتها في البيت .
ـ الدخان يا صديقي والشيشة .. من علامات كفر النعمة بل إنها من أكبر العلامات واسمح لي صراحتي على الغباء وقلة العقل .
لو رأيت يا صاحبي أحد الناس يرمي برغيف خبز في الشارع لاتهمته بالفسق وعدم تقدير النعمة وأنت يا صحابي ترمي ما يقارب مائة رغيف خبز في الشارع مع كل علبة دخان ومع كل رأس شيشة . أنت لا ترميها فقط بل تحرق بها صحتك وتؤذي بها جليسك وتدعم بها شركات التبغ .
قيمة علبة دخان تنقذ أسرة من الموت جوعا وربما لأيام .. ثم يأتي بعد ذلك أناس ويشككون في حرمتها ( أين ذهبت العقول ) ... والله لو لم يتوفر المال لما دخن المدخن ، أينعم الله علينا بالمال ثم نشكره بهذه الطريقة . هذا والله من كفران النعمة ووالله إنه لمن اللؤم إن نقابل النعمة بالنكران واسمحوا صراحتي .
ـ قيمة الإنسان يا صديقي بما يحسن . فاستمر في التعلم .. وتعلم ثم تعلم ثم تعلم . ولا تتوقف أبدا عن التعلم .
ـ وقبل أن أختم يا صديقي وهذه كثيرا ما أرددها .. لا تصاحب الجبان ولا البخيل فكلاهما سيخذلك لا محالة ، واقطع علاقتك بالعاق لوالديه وقاطع رحمه حتى ولو مت جوعا ولا تجالس ولا تصاحب تارك الصلاة وقليل الدين حتى لو جلست الدهر وحيدا فمن أضاع الطريق إلى المسجد لن يتعرف على الطريق إلى بيتك .
ماذا بقي يا صديقي، بقيت نصيحة واحدة فقط وكان ينبغي أن نبدأ بها ولكني أخرتها لتبقى في الذاكرة ..
علاقة الإنسان مع والديه ليست علاقة عادية ، ليست علاقة مصالح مادية أو علاقة تجارية أو علاقة صداقة ( إن أعطوا أعطيت وإن لم يعطوا فلن اعطي ) هذا ليس من الدين وليس من المروءة وليس من الشهامة ولا من الرجولة ..
مهما كانت قسوتهما أو ظلمهما أو تجاوزهما لا نُعذر فيهما أبدا أبدا
وهنا لفته : حتى بعد موتهما، من علامات الصلاح الدعاء لهما .. ( أو ولد صالح يدعو له ) حديث صحيح .. المقصود ليس الدعاء العارض إذا ذكرتهما أو ذُكروا أمامك تدعو لهما فقط فهذا يحدث عند ذكر الموتى عموما ..
المقصود أن تخصص وقتا أو عددا محددا . وليس كثيرا أن تخصص دقيقة أو دقيقتين في الأربع والعشرين ساعة أو تكرر مائة مرة مثلا ( اللهم اغفر لأمي وأبي وتجاوز عنهما وأسكنهما الفردوس الأعلى ) هذا هو الدعاء المقصود .. إذا لم تكن تفعل ذلك فراجع صلاحك وبرك .
اعذرني يا صديقي على صراحتي ولكنها من محبتي ..
للمزيد عن الكاتب انقر هنا

التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:39 مساءً الإثنين 28 يونيو 1446.