• ×

10:32 مساءً , السبت 19 يونيو 1446

التحيز وإشكالية التعصب وسطوة العوامل الخارجية / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 0  0  1787
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
 التحيز وإشكالية التعصب وسطوة العوامل الخارجية / حامد علي عبد الرحمن

لماذا ورغم أنه متدين ورجل طيب إلا أنه يتحيز أو يتعصب لفكرة خاطئة ؟ أين ذهب الدين وأين ذهبت الطيبة ؟ يتعصب إلى درجة ربما أضاع معها دينه وأضاع معها صيامه وقيامه
لماذا مثقف وربما يحمل شهادة عليا .. ينحاز أو يتعصب لفكرة خاطئة ؟ اين ذهبت الثقافة وأين ذهب العلم ؟ يتعصب إلى درجة ربما أضاع معها علمه وشهادته وربما احترام المجتمع له
عندما يتعصب أو يتحيز رجل عامي أو جاهل لفكرة خاطئة .. ربما نلتمس له العذر ..
ولكن أن يكون الإنسان مدركا تماما أن هذه الموضوع أو ذاك هو الحق وهو الأفضل وهو الأنفع وهو الصواب .. وينحاز إلى ضده فهنا إشكالية .. وإشكالية كبيرة جدا
في هذه المقالة سنسلط الضوء على الأسباب والعوامل وبشكل مختصر جدا ..
أول العوامل وأشهرها .. جلب مصلحة أو دفع مضرة ( عند هذه النقطة لا يفكر المتحيز في الخطأ والصواب بقدر ما يفكر في مصلحته .. إلى درجة أنه لا يفكر .. هل هذا أو ذاك يرضي الله أو .. لا ) فيندفع مدافعا أو منافحا بكل الوسائل عن فكرته .. الطمع أو الخوف أعمى بصيرته .. وهذا العامل هو السائد وهو من الغرائز التي يشترك فيها الإنسان مع الحيوان إذا لم تذلل وتعقّل بالدين والضمير .
العامل الثاني : الحمّية .. وهنا التحيز ليس لمصلحة مباشرة وإنما .. أنا مع هذه الفكرة رغم عدم قناعتي بها أو مع هذا الرأي رغم أنه ليس الصواب . فقط لأن أبي أو أخي أو ولد عمي أو قريبي .. معه .. أو مستفيد منه . حتى ولو كان ظالما أو مخطئا .. والحمّية هذه لها سطوتها القوية جدا وخاصة في المجتمعات الأقل ثقافة ، إلى درجة أنها تسلب الإنسان الإرادة وتعمي بصره وبصيرته . قال تعالى .. إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ ويدخل في ضمن هذا العامل الحياء والمجاملة ..
العامل الثالث : الخوف على المكانة والسمعة .. وهذا العامل يمكن إدراجه مع العامل الأول إلا أن الخوف هنا ليس حقيقيا ما هو إلا وهم .. الخوف على المكانة والسمعة أو على الميزات أو على ضياع القوة أو الدعم .. إلخ كلها مجرد أوهام .. التحيز هنا يكون عادة مع الجانب الأقوى أو الذي يرجح فوزه . دون النظر في الخطأ أو الصواب .. وهذه أبرز صفات المنافقين أنظروا ماذا قال الله تعالى عنهم في كتابه الكريم في سورة النساء (( الذين يتربصون بكم .... )) من آية 141 إلى آية 145
العامل الرابع : مع الأغلبية .. سلوك القطيع .. أو عقلية القطيع .. أو العقل الجمعي مع الخيل يا شقراء .. دون أن يسمح لنفسه بالتفكير أو المراجعة . حتى ولو كان هناك تجاوزات أو ظلم أو تخلف ..
العامل الخامس : شخصنة المواقف .. أنا متأكد أن هذا الموضوع هو الأفضل وأن الحق هنا ، ولكن لأنه رأي فلان أو لأن فلان هو من أتى به أنا ضده .. أو .. لأنني اختلفت مع فلان في موقف سابق .. فانا ضده على طول الخط .. سواء كان مصيبا أو مخطئا .. وهذه الشخصنة تعمي عن الحق .. وتجعل الإنسان يتحيز إلى الجانب الخطأ دون أي اعتبارات أخرى .
ماهي نتائج التحيز الخاطئ ؟
أولا .. الإثم .. فالتحيز الخطأ ينتج عنه ظلم .. وضياع الحقوق .. وهذه من الآثام الكبيرة .. تأتي عقوبتها في الدنيا قبل الآخرة . تأتي عقوبتها في المال والصحة والولد
ثانيا : في الأمور التي يكون فيها الحق واضحا .. يخسر المتحيز إلى غيره .. ثقة الناس وحبهم واحترامهم .. فالناس أيضا لهم عقول ويعرفون الحق من الباطل فيجب احترام عقولهم لنكسب احترامهم
ثالثا : مهما كانت المكاسب التي تتحقق للمتحيز للخطأ .. فإنها مكاسب وقتية .. لا تستمر .. وسرعان ما تنهار .. ويبقى في عذابات الضمير وخاصة الإنسان المتدين .. ومن السنن الإلهية في هذه النقطة أن الإنسان يخسر من يتحيز له ظلما ويختلف معه وربما يتحول إلى عدو ولو بعد حين فما بني على باطل فهو باطل .
بقي أن نختم بقاعدة مهمة تساعد في اتخاذ القرار الصواب في التحيز إلى أي جهة .. ( في حالة الشك أو عدم التأكد )
يجب قبل أن اتحيز إلى أي جهة يجب طرح هذا السؤال والإجابة عليه بصدق .
هل هذا الموضوع أو ذاك يرضي الله .. أو .. لا .. وأي الخيارين فيه نفع أكثر وفائدة أكثر للمسلمين ..
الجواب يجعل الإنسان يتخذ القرار الصحيح ويتحيز وهو مطمئن إلى أنه في الجانب الصحيح . ولن يندم ولن يخسر لأنه تأجر مع الله
كتبها / حامد علي عبد الرحمن
للمزيد عن الكاتب انقر فوق الاسم

التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:32 مساءً السبت 19 يونيو 1446.