• ×

07:55 مساءً , السبت 19 يونيو 1446

رسالة إلى كبدي / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 0  0  2903
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
  رسالة إلى كبدي .. / حامد علي عبد الرحمن
رسالة من الآباء والأمهات إلى الأبناء / كتبها عنهم حامد علي عبد الرحمن ..

يا بني / سامح قسوتي إن قسوة وتجاوز غضبي إن غضبت .. وتأكد أنه لا يوجد في الدنيا شيء أحب إلى الآباء والأمهات من الأبناء .. حتى وأن كانت طريقتهم في التعامل والتعبير جافة أو غليظة .
يا بني / اعلم أن اختلافي معك لا يعدو حالتين .. الحالة الأولى أن أكون أنا على حق .. فلا تكابر ولا تتردد في اتباع الحق والانصياع له .. فإن هذه سمة الأتقياء والعقلاء .. أما الحالة الثانية .. أن تكون أنت على حق فتذكر حق أبوتي عليك في جميل الرد واللطف في العبارة .. لا تلوِ عنقك ولا تتأفف ولا تعاملني معاملة الند والصاحب في النقاش .. ولا تسجل عليّ انتصاراتك .. احفظ لي كرامتي وإن كنت أنت الذي على حق .. ولن تعدم الوسيلة في توصيل الحق وتعديل المفهوم الخطأ لاحقا .. واعلم أن كلمة "آسف" و"أبشر" و"حاضر" تطفئ غضب الآباء والأمهات مهما كان
يا بني / شهاداتك وأموالك ومكانتك مهما كانت عالية .. لا تُدخل السعادة على قلبي بقدر أن أراك أمامي في المسجد أو في الطريق إليه فلا تحرمني هذا السعادة أسعدك الله
يا بني / أنا لا آمن عليك ولا أطمئن على مستقبلك ( قلبي يتقطع من الخوف والقلق عليك ) .. ولا أرتاح ويطمئن قلبي ويسكن خوفي إلا إذا رأيتك مقبلا على الله بكل جوارحك .. ثقة في الله وفي قوة الله وفيما عنده لأني أؤمن بقول الرسول صلى الله عليه وسلم احفظ الله يحفظك .. أريدك قويا ولن تكون قويا إلا مع الله .. فمتى رأيتك حافظا لله في أوامره ونواهيه أشعر بسعادة كبيرة ويرتاح بالي وينشرح صدري فلا تحرمني من هذه السكينة وهذا الاطمئنان بارك الله فيك .
يا بني / أقدّر ثقافة الأجيال واختلاف الثقافات .. ولكن ( عشمي ) أن تقدّر أنت أيضا ذلك .. إن قصر فهمي عن إدراك ذلك .. فلا يقصر برك في التعامل مع ذلك . وإن كانت ثقافتي عاجزة على أن تحتويك فاجعل ثقافتك قادرة على أن تحتويني ..
يا بني / لا أريدك أن تكون صورة بالكربون مني فأنا لدي أخطاء .. فليكن تقليدك لي في الجميل من الأفعال والأقوال ولتتجنب تكرار أخطائي وعثراتي واعلم أنني أكون في منتهى السعادة متى رأيتك أحسن مني وأفضل مني .
يا بني / صلتك لرحمك .. هي الدليل على برك بي وحبك لي .. لا تنتظر حتى أموت لتقوم بذلك .. أرني ذلك وأنا على قيد الحياة .. وأشعرني بصلاحك وبرك اجعلني أحس بأني والد صالح ..
يا بني / تعلم جيدا أنني لا أحب الكسل والاتكالية .. ولذلك اهتم جيدا بمستقبلك ودراستك ووظيفتك ولا تكن عبئاً ثقيلاً عليّ وعلى مجتمعك .. دعني أفخر بك ..
يا بني / الوطن شيء عظيم جدا .. فلا تسمح فيه ولا تساوم عليه ولا تقبل فيه شيئا أبدا .. ولن تكون صادقا في حبك للوطن إلا إذا كنت مطيعا لولي الأمر فنحن نتقرب إلى الله بطاعة ولي الأمر .. قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ .. يقول أحد الصالحين لو كان لي دعوة مستجابة لجعلتها لولي الأمر .. فصلاح ولي الأمر صلاح للوطن، تجنب نقل الإشاعات المغرضة والأخبار الكاذبة وحافظ على اللحمة والجماعة . الأمن والشعور بالأمن شيء عظيم جدا وهو أول الحاجات الإنسانية .. يعرف ذلك من فقده
يا بني / حافظ على النعمة وأكرم النعمة .. فإنها عزيزة متى ما ذهبت لا ترجع .
يا بني / أوصيك بالجار .. فإن من الدين ومن المروءة والرجولة معرفة حقه .. عطاء .. وصبرا .. وتعاملا ..
يا بني / حاول أن تكون صادقا مهما كلفك الأمر .. فإن الرجال الحقيقيين لا يكذبون .
يا بني / احذر أصدقاء السوء .. فإنه لا ينفع الجرباء قرب صحيحة منها ولكن الصحيحة تجرب .. وإن تارك الصلاة صديق سوء .. وإن عاق والديه صديق سوء .. وإن قاطع رحمه صديق سوء ..
يا بني / إن ابتلاك الله بمعصية فلا تجاهر بها أبدا وجدد التوبة والاستغفار فإنه لا يغيض الشيطان شيء أكثر من تجديد التوبة .. وإن المجاهرين أشد الناس عذابا يوم القيامة .. لأنهم قدوة سيئة لغيرهم .
ختاما يا بني / أنا أحبك واشهد الله على حبك .. فلا تخذلني
كتبها / حامد علي عبد الرحمن

التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:55 مساءً السبت 19 يونيو 1446.