• ×

10:34 مساءً , السبت 19 يونيو 1446

السّر .. تجربة أحد الشباب / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 0  0  1594
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السّر .. تجربة أحد الشباب / حامد علي عبد الرحمن
يقول صاحبي هذا .. أنا شاب عادي .. مثلي مثل عشرات الشباب الذين في مثل سني لست متدينا تماما ولكني في نفس الوقت لست عاصيا تماما .. مشاعري دينية وقلبي متعلق بالله ولكن مع الكثير من التقصير .. في الصلاة والمظهر وعندي بعض الأخطاء الأخرى ..
عندما اقترب رمضان .. كنت خجلا من الله أولا ثم من جماعة المسجد .. فأنا لا أعرف طريق المسجد سابقا إلا نادرا ..
وكنت خائفا ( هل الله سيقبلني ) رغم تقصيري وبعدي عنه .. من رمضان الفائت لم أصلِّ الفجر في المسجد .
هل أستمر في التقصير .. أم ( ألحق نفسي ) .. رمضان فرصة عظيمة جدا لتكفير الذنوب .. هل أضيّع هذه الفرصة .. ربما لا أدركه العام القادم ..
وأيضا الصلاة في البيت مغامرة كبيرة جدا بقبول صيامي ( لن يقبل الله صيامي ) .. فلا صيام لمن لا صلاة له .. يقول :
أيضا أنا عندي الكثير من الحاجات الضرورية التي أدعو الله ليحققها ..
وكيف يستجيب الله لي وأنا بهذا الشكل أجاهره بالتقصير والمعاصي .. ( من أهم أسباب استجابة الدعاء التوبة الصادقة ) في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن سرَّه أن يستجيبَ الله له عند الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء في الرخاء))
وقال صلى الله عليه وسلم: ((تعرَّف إلى الله في الرخاء يَعْرِفْك في الشدة))
يقول أنا أدرك ذلك وأدرك أهمية الاستقامة والذكر في الاستجابة .. قال الله تعالى عن يونس عليه الصلاة والسلام ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴾
زيادة على ذلك فأنا أحتاج إلى قوة حقيقية قوة عظيمة بجانبي أقوى من المال والجاه وأقوى من كل شيء أنا لا أضمن العثرات والمشكلات والمصائب .. الخ .. التي ربما تكون أمامي فالطريق لا زال طويلاً
وليس هناك أقوى من الله .. ولا أعظم من الله .. ولا أرحم من الله .. والابتعاد عنه غباء كبير جدا .
يقول : وبقيت في حيرة من أمري .. هل أتوب وأرجع إلى الصلاة في المسجد وأعقد النية والعزم على التوبة والاستمرار عليها .. أم أستمر في التقصير والعبث ..
وهل تتيسر لي التوبة بهذه السهولة .
يقول وبقيت مترددا ..تتجاذبني الأفكار .. كلما عزمت على التوبة .. أضعف أمام بعض العادات .. وبقيت هكذا مدة ليست بالقصيرة ..
يقول : كان اللهو والعبث يعمل مثل المسكّن .. فأنسى .. ثم ما ألبث أن أفيق وخاصة بعد نوبات الاكتئاب والقلق التي كانت تنتابني ( من يقول أنه لا يزوره الاكتئاب مع المعاصي ليس صادقا ) أقل صور الاكتئاب الغضب من أقل شيء والضيقة في الصدر بدون سبب .
يقول وجلست قبل رمضان بيوم واحد مع أحد الأصدقاء وتناقشنا حول الموضوع .. واكتشفت مدى قزامتي وعجزي .. وهذا كان دافعا كبيرا جدا لي للتغير .. صاحبي هذا .. كنت أعتقد أنه شخص عادي .. إلى أن اكتشفت صدفة أنه لا يضيع صلاة الجماعة أبدا إلا للضرورة القصوى ..
يقول .. بعد أن اكتشفت ذلك .. بدأت أسترجع بعض المواقف لصاحبي هذا واكتشفت السر أيضا في حصانته ضد الكثير من الذنوب التي كنا نقع فيها ..
يقول : قررت أن أبدأ ولكن كيف ؟
الوضع صعب والتقصير كبير والعادات تغلغلت في قلبي بحيث صعُبَ تركها ..
يقول : سألت صاحبي كيف الطريقة وما هي الوسيلة .. فطلب مني الدعاء أولا والإخلاص فيه وذكر الحديث القدسي الذي يقول ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، ) فطلب الهداية من الله ضرورة للوصول إليه .. وفعل شيئين آخرين فقط .. وقال أنا أضمن لك النتائج ..
قلت وباقي الذنوب ..
قال لي : لا تشغل نفسك أبدا بها .. فالتقصير سمة من سمات البشر والله غفور رحيم .. وستتركها لو داومت على تنفيذ ما أقول لك ..
ما الشيئين؟ : كنت أستعجل الرد ..
يقول قال لي : أنت مسلم لا شك في ذلك وتقيم أركان الإسلام الخمسة .. قلت نعم والحمد لله .. قال وحرصك على قبول صيامك يدل على صدقك .. قلت الحمد لله ..
قال .. جميع الأركان الخمسة .. مكتملة عندك .. إلا ركناً واحداً .. حافظ عليه كما جاء في الشريعة وكما يريد الله .. ترَ العجب ..
قال قلت : تقصد الصلاة ؟ .. قال نعم .. حافظ على الصلاة جماعة في المسجد وسترى العجب .
وحلف بالله العظيم .. لو استطعت أن تحافظ على الصلاة جماعة في المسجد ستتغير حياتك جذريا إلى الأفضل وذلك بعد أيام قليلة فقط .. اعتبر ذلك دورة تدريبية أو عملاً أو وظيفة .. شرط أن تكون كل الفروض في وقتها وفي المسجد ( .. نائم، استيقظ .. تعمل، اترك العمل ) الصلاة أولا وجماعة في المسجد ..
يقول قلت له وما هو الشيء الثاني .. قال القرآن .. اقرأ ولو صفحة واحدة فقط في اليوم .. القرآن سره عجيب في ترقيق القلوب ... وليكن رمضان هذا بداية فعلية لك .. واعقد النية على الاستمرار ..
ثم تلا قوله تعالى :
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
قال : ستتغلب على تقصيرك .. هذا كلام الله .. ليس بعده ولا قبله ولا أصدق منه ..

يقول صاحبي وهاذا أنا كما ترى .. أقل من عشرة أيام فقط من دخول رمضان ( سعادة كبيرة ، ثقة في الله ، ) بدأت فعلا في ترك الكثير من العادات السلبية .

وأنتم أيها الأحبة ..
لا زالت الفرصة أمامكم .. لم يفت الكثير .. رمضان هذا فرصة كبيرة جدا وعظيمة .

اعتبروا أنفسكم في دورة تدريبية .. أو وظيفة .. الصلاة ، الصلاة ، الصلاة في وقتها وفي المسجد ..

لا أبالغ إذا قلت الصلاة هي السر في كل شيء جميل ..
السر في السعادة .. السر في الهدوء .. السر في البركة ..السر في راحة البال ..
وهذه كلها والله مكاسب عظيمة .. لا تدرك بالمال ولا بالجاه ولا المنصب

كتبها / حامد علي عبد الرحمن

التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:34 مساءً السبت 19 يونيو 1446.