للسّحابة الوطفاء / سلامة بن إمام
يا منْ تَجُودُ بِقَطْركَ الغَيْداقِ
عَيْنِي أَحَقُّ بدمْعِكَ الرَّقْرَاقِ
وَدَّعْتُ من تَفْدِيهُمُ رُوحي وَتِبْـ
ـيَانِي ومنْ عِنْدَ الأَسَى تِرْيَاقِي
فَلِمَ الدُّمُوعُ تُرِيقُها سَيَّالةً
وأَنا المُتَيَّمُ قَدْ فَقَدْتُ رِفَاقي
فلَقَدْ فَقَدتُ أَبي وأُمّيَ مُرْغَماً
وحَنَانَهَا مِــنْ كَفِّـــهَا الـــبَرّاقِ
قَلْبِي لهيبُ الجَمْرِ يُضْرِمُهُ الضّنى
منْ للْوَلـــوعِ وقَلْبِــــهِ الدَّفَّـــاقِ
أَرْنُو إلى بُؤْسِي وَيَقْتُلُنِي النّوى
فَلْتَرْحَمُوا قَوْمِي لَظَى العُشَّاقِ
لا عَيْشَ أَرْجُو وَالْمَنِيَّةُ لا تَزُورُ
وَجَفْنُ عَيْنِي دَئِمُ الإِيرَاقِ
يا إِخْوَتِي مَا قَدْ فُجِعْتُ كَمَا فُجِعْـ
ـتُ بِكُمْ فَنَارُ الشَّوقِ فِي أَعْمَاقِي
وَبَلَابُلُ الأَفْرَاحِ يَا عُمَرٌ وَيَا
مَدَنِيُّ هَاكُمْ قَلْبِيَ المُهْرَاقِ
أَنْتُمْ جَمَالُ الرُّوحِ، لَا ذَاقَ الهَنَا،
مَنْ ضَرّكُمْ أَوْ رَامَ بِالأَحْـــــدَاقِ
كُــلُّ الّذِي أَرْجُـــو وَآمُلُ فِيكُمُ
أَنْ تُسْفِرُوا الدّهْمَاءَ فِي الآفَاقِ
وَتُنَاضِلُوا بَغْيَ الرّدَى فِي عَالَمٍ
قَدْ نَاحَ مِنْ دَوَّامَةِ الفُسّاقِ
وَإِلَى اجْتِمَاعٍ بَعْدَ فُرْقَةِ شَمْلِنَا
نَمْحُو الأَسَى حِينَ اللّقَا بِعِنَاقِ
سلامة بن إمام
١١/٦/١٤٤٠
التعليقات