• ×

08:20 مساءً , السبت 19 يونيو 1446

الكرامات / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 0  0  1593
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
  الكرامات / حامد علي عبد الرحمن ..

بسم الله الرحمن الرحيم ..
قد يظن البعض إن الكرامات مقصورة على الأولياء .. وخصيصة من خصائص الأصفياء .. وصفة لا تليق إلا بالأتقياء ..
وهذا الكلام رغم أن فيه الكثير من الصواب إلا أنه ليس صحيحا على إطلاقه .
الكرامة التي نقصدها هنا : هي أن يخص الله العبد بإشارة خاصة له دون غيره من البشر .. إشارة موجهة للعبد نفسه .. له وحده .. وليس لأحد فيها شيء .. وليس بالضرورة أن تكون خارقة من الخوارق أو معجزة من المعجزات ..
العباد أيه الأحبة .. عباد الله جميعا لهم كرامة عند الله .. كل له كرامته .. هذا في الأصل .. ولكن هناك من يعلمها ويشعر بها ويحسن قراءتها ويستفيد منها ويستغلها.. فتنقله من حال إلى حال .. إن كان مذنبا تاب وإن كان مقصرا استدرك وهناك للأسف منه على النقيض تماما .. يكرمه الله غاية الكرم ولكنه لا يشعر في تلك الكرامات ولا يستفيد منه .. ومهما كانت الكرامة واضحة وصريحة إلا أنه يتجاهلها .. قال الله تعالى عن هؤلاء : خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ .
القاعدة الربانية هنا تقول .. لكل منا كراماته فمن أحسن قراءتها .. وأحسن تقديرها .. وأحسن شكرها .. انهالت عليه الكرامات .. ومن أهملها وتجاهلها .. حُرم الكرامات ..
دعونا نضرب بعض الأمثلة للكرامات التي نقصدها حتى تكون الصورة أوضح ..
نجوت من الحادث الفلاني .. لا أقصد حوادث السير فقط .. من منا لم يتعرض لحادث أو موقف نجا فيه من موت محقق أو من إصابة كبيرة . أليست هذه كرامة
شفيت من المرض العلاني رغم أنك وصلت إلى مرحلة حرجة جدا .. أليست هذه كرامة .. كنت مكروبا كربا عظيما ففرج الله عنك ... أليست هذه كرامة ... كنت محتاجا فدعوت الله فاستجاب لك .. أليست هذه كرامة .. كم مرة أحسست أن الله معك أنت خاصة دون غيرك .. معك في نفسك أو في أهلك أو في من تحب .. حافظا .. أو ملهما .. أو مذكرا .. أو موفقا .. أليست هذه كرامة كم مرة أحسست بلطف الله وتوفيقه .. كم آية صريحة أراكها الله .. كم مرة أحسست بعظمة الله وقدرته .. أحيانا تكون في أمور صغيرة .. بسيطة .. ولكنها رسائل موجهة لكل واحد منا .. أحيانا تكون في رؤيا صادقة أو في موقف معين .. أو في تسهيل أمر معقد .. كل هذه كرامات لك شخصيا .. أكرمك الله ليؤكد لك أنه يرعاك .. إشارة تقول لك .. لا تتماد ولا تبتعد . إشارة تقول لك إن الله قادر على كل شيء ولا يعجزه شيء ..
أيها الأحبة .. الله خلق الإنسان فأكرمه وكرّمه .. كّرم الجميع بدون استثناء حتى العصاة .. بل وحتى الكفرة والمشركين كرم الجميع لتقوم الحجة على الجميع ..
موقف بسيط .. حرك البعض ونفض الغبار عن تفكيره .. فأفاق .. ورجع وأناب ..
وآخر وصل إلى درجة الموت وأنجاه الله .. ومع ذلك لم يفق . وكأن شيئا لم يكن .
هذه كرامة .. وهذه كرامة .. هذا تعلم منها .. وهذا اهملها ولا كأنها مرت عليه .
الفضيل بن عياض كان لصا وفي إحدى المرات وأثناء ما كان يسطوا على أحد المنازل سمع من يتلوا قوله تعالى : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله .. فلما سمعها قال والله إني أرى الله قد ساقني إلى هذا الموضع وفي هذا الوقت خاصة لأسمعها فأرتدع .. ثم قال بلى يا رب قد آن .. اللهم إني قد تبت .. وتاب توبة نصوحا .. اعتبرها رسالة له شخصيا وفعلا هي كانت رسالة له شخصيا أتى الله به في الوقت المحدد والزمن المحدد ليسمعها .. أليست هذه كرامة .. جميع ما يحدث لنا من أحداث وما نتعرض له من مواقف محسوب بدقة متناهية ومقدر تقديرا دقيقا لم يكن عبثا ..
أيها الكرام : كل منّا مرت عليه لحظات اقترب فيها من الموت .. أن تنجو وترجع إلى الحياة إنها كرامة للعبد ورسالة له تقول أن يا عبد أفق .. يا عبد أرجع .. يا عبدي استعد للأخرة ..
البعض .. ينصت ويتعلم .. والبعض الأخر لا حياة لمن تنادي يعيش في الغفلة حتى يأتي ملك الموت ..
كلما عرف الإنسان وادرك قيمة الكرامة التي منّ الله بها عليه وشكرها وقدرها .... كلما توالت عليه الكرامات وكانت صريحة واضحة .. بل إن العبد يصل إلى درجة أنه لو أقسم على الله لإبرّه الله .. وإن العبد ليصل إلى درجة يكون الله سمعه وبصره ويده التي يبطش بها كما جاء في الحديث القدسي .. ومعرفة الكرامة وشكرها لا يكون نظريا .. بل بالعمل . والتوبة الصادقة والإنابة والرجوع إلى الله ..
المطلوب أيها الكرام :
أعيدوا قراءة الأحداث التي تمر عليكم .. ستجدون فيها الكثير من الكرامات الموجه لكم شخصيا .. كونوا على مستوى هذه الكرامة .. قدروها واشكروها لتتوالى عليكم الكرامات فلا أكرم من الله .. واعلموا أن الكرامة عزيزة بل عزيزة جدا .. لا تتكرر إلا لمن يقدرها ويعرف حقها ..


التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:20 مساءً السبت 19 يونيو 1446.