كامل النص مكتوب بالكمبيوتر في الأسفل
وهذه والورقات من نفس الدفتر قصائد منقولة ..
والدفتر كله بنفس الكيفية قصائد شعر مختارة لولا الإطالة لنقلته لكم كاملا ..
هذا النص الذي أشرت إليه في الرسالة مطبوع وهو في الصورتين الأولى ( المخطوطة ) :
أكتب هذه الكلمات لا لشيء إلا لأني أحس بفراغ كبير في عقلي وقلبي وأحس أن جوارحي تعودت على المسير في خط أبعد ما يكون عن طريق الصح .
تولد ذلك الإحساس عندي عندما حاولت أن ألزمها بشيء مما هو وأضح كل الوضوح أنه هو بداية الطريق المنقذ وتفاجأت بها لا تنصاع لأوامري ولا تنقاد لي .. وأراها تعاند .. ليس عناد قوة ولكنه عناد ضعف .
والواضح أن جميع ديارها قد استولى عليها اللعين (1) ووضع قواته فيها ، بشكل يصعب عليها مقاومته والتخلص منه ، ولم يبقى لها إلا بصيص أمل في بعض البقاع التي لم تتأثر بهذا الغازي .
فهل يا ترى عن طريق هذه البقاع القليلة تستطيع أن تتحرر وتمد بقية البلاد بالنور الذي انطفاء منها من كثرة الضرب المتتالي عليها ؟
اعتقد أنه ممكن وخاصة أن هناك قوة كبيرة (2) تكمن في الخارج أضعاف مضاعفة لقوة هذا اللعين ، بل إنه لا يساوي معها شيئا .
ولكن كيف الوصول إليها وبأي شيء استطيع أن استنجد بها أو التحق بها؟
لحظة هناك كيفية !! ولكن يجب على من ينفذها أن يكون متمتعا بالصبر والحكمة .
يا لكبر طموحاتك يا هذا !! .. لقد حاولت أن أرسل عدة رسل (3) ولكن في كل مرة من يذهب يرجع مهدود الحيل عديم القوة فاقد النور . مما يجل الأمر أكثر خطورة ويجعل المحاولات تقل إلى درجة التلاشي والانعدام لفقد الأمل وقلة من يتوفر فيهم الصفات المطلوبة وأن وجد من يقوم بهذه المهمة فهو خائف متردد لعدم وجود من يعينه ولأنه معتبر بمن سبقه .
ولكن سمعت أن القوة الخارجية هذه ليس من الشرط الوصول إليها بل ليس مطلوبا الوصول إليها ، بل الوصول إليها أصعب من كل صعب . فمن يريد الاستعانة بها ما عليه إلا أن ينادي وهو في مكانه .
قصدك الخطباء (4)
فالخطباء قد أحبطوا فهم من أضعف الجند وهم رغم ذلك كانوا ولا زالوا ينادون ، ولكن بقية أهل البلد نائمون لا يساعدون ، فماذا ينفع النداء وأهل البلد لا يسمعون ؟ (5)
اللي أعرفه يا صديقي أن النور الذي عندك أو البقية الباقية لا تستمد قوتها إلا من القوة الخارجية فمع طول النداء لا بد أن يزيد النور ويقوى وبهذا يكثر جيشك لتكر على العدو كرة يكون فيها نهايته .
هذا عين الصواب ولكن أخاف أن يمل الخطباء من كثرة النداء بدون فائدة (6) فيسحب الملك القوة التي لا زالت عندي فيعم الظلام وتكون النهاية .
ولكن النهاية مخيفة شنيعة لا تستطيع أن تتحملها فلا بد أن تحاول بشكل جدي ليكون أكثر تأثير ، ومما يجعلني واثق من نجاحك أن قوة هذا الملك أكبر وأعظم من أنها تدرك ورغم ذلك فهو غاية في الكرام والحلم واللطف
فحاول ولن يتخلى عنك بقدرته وعزته وعظمته جل وعلا ..
انتهت ،،،،
ـــــــــــــــــ
(1)الشيطان
(2) هي قوة الله جل وتبارك وتعالى
(3) هي محاولات التوبة
(4)المقصود بالخطباء .. اللسان .. والدعاء
(5) المقصود أنه لا ينفع الكلام بدون عمل
(6) المقصود هنا هو ترك الدعاء نتيجة الملل ونتيجة الضعف .
التعليقات