• ×

02:29 مساءً , الخميس 19 مايو 1446

خلطة النجاح / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 0  0  846
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
 خلطة النجاح / حامد علي عبد الرحمن
خطبة جمعة بدون المقدمة والخاتمة




خلطة النجاح ... وسر الفلاح
حول هذا سنتحدث اليوم .
قال تعالى : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
هذه الآية الكريمة أيها الأخوة الكرام مليئة بالأسس والقواعد والمناهج التي تضمن الحياة السعيدة الهانئة ليس للأشخاص فقط بل للمجتمعات والأمم ... الوقت لا يسمح باستعراض كل ما جاء فيها .. ولذلك سنركز فقط على قوله تعالى .. فإذا عزمت فتوكل على الله .. وهو ما يناسب موضوعنا اليوم .. النجاح والتفوق .. ونحن هنا لا نقصد النجاح الدراسي فحسب رغم أنه هدف ولاسيما ونحن في فترة ما قبل الاختبارات المقصود النجاح في الحياة عموما ..
النجاح في الاستقرار .. النجاح في التغيير .. النجاح في المشاريع .. النجاح في التوبة .. النجاح في الثبات .. النجاح في العلاقات الخاصة والعامة .. النجاح الأسري .. كل هذه نجاحات .. حتى تلكم الإنجازات الصغيرة تعتبر نجاحا .
فإذا عزمت فتوكل .. هنا جزئن أو قسمين .. وكل واحد منهما ينقسم إلى أجزاء ..
عزيمة .. وتوكل .. هذا كل ما يحتاجه الإنسان ليحقق النجاح والتفوق والتميز دعونا نفصل أكثر ...
العزيمة وما ادراك ما العزيمة .. نزل إلى الأسواق في الآونة الأخيرة كتب حققت ارقاما خيالية في المبيعات وترجمت إلى عدة لغات تتحدث عن النجاح واسراره وعن العادات وأثرها.. العادات السبع .. والعشر .. إلخ ... وكلها تدندن وتستسقي وتعتمد على العزيمة ..
ما هي العزيمة .. لن اتحدث عنها لغة فذلك لا يخفى عليكم وأيضا ذلك لا يعنينا هنا كثيرا .. سأتحدث عن العوامل الإيجابية الأساسية التي تقوي العزيمة والعوامل السلبية التي تفت فيها . وبالتالي العوامل التي تساعد على تحقيق أعلى درجات النجاح .. العوامل تنقسم إلى قسمين .. قسم نفسي وقسم عضوي بدني .. سوف نبدأ ونركز على القسم النفسي فهو الأخطر والأهم .. وارجو أن تعيروني بعض التركيز لأنني سأضطر للاختصار لضيق الوقت .
أول تلك العوامل النفسية وأهمها .. الثقة بالنفس والإيمان بما تملك من قدرات .. أنت لست ضعيفا ولا عاجزا .. أنت فقط معطل لقدراتك .. وجاهل بإمكانياتك ... خلق الله الإنسان واعطاه قدره عجيبة على الفهم والتطور والتغير هناك من يستغلها وهناك من يهملها .. 95 % من الفروق الفردية بين البشر هم من يصنعها بانفسهم بالإهمال من ناحية أو بالاهتمام من ناحية أخرى سلبا أوإيجابا . لكى تحقق ما تريد عليك ان تؤمن بنفسك حتى لو لم تجد أحدا غيرك يؤمن بك .
ثاني العوامل .. لا تستسلم وتحبط من كثرة الإخفاقات .. أستمر ولا تترك المحاولة استمر في محاولة ترك العادات السيئة .. استمر في تعلم العادات الحسنة أغلب الإنجازات العظيمة لم تأت من المرة الأولى .. لا تيأس .. وتذكر أنه لو لم يكن في اليأس إلا القنوط من رحمة الله لكفاك سببا للبعد عنه ولو لم يكن في الأمل إلا الثقة بالله وبقدرته لكفاك ذلك سببا للتمسك به .
ثالث العوامل النفسية التفاؤل وتوقع النجاح .. أنا عند ظن عبدي بي .. كما جاء في الحديث القدسي . .. يقول أحد اشهر محاضري النجاح في العالم
“الناجحون عندهم عادة التوقع الإيجابي قبل حدوث الحدث” فالإنسان هو نتيجة تفكيره , ما تكثر التفكير فيه يؤثر عليك . سلبا أو إيجابا . تقول أنا استطيع تستطيع بإذن الله .. تقول أنا لا استطيع لن تستطيع .. فأكثروا من التفاؤل
رابع العوامل النفسية التي ترفع وتخفض .. وتقدم وتؤخر الخوف .. الخوف من اشياء كثيرة وعلى رأسها الخوف من الفشل .. الخوف من التغيير .. الخوف من المجهول .. كل ذلك يقيد حركة الإنسان .. كثيرة هي المشاريع العظيمة التي ضاعت بسبب الخوف من الفشل .. كثيرة هي الفرص النادرة ضاعت بسبب الخوف من التغيير ومن يتهيب صعود الجبال .. يعش أبد الدهر بين الحفر .. ومن أجمل ما قيل في ذلك قول المتنبي .. لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود يفقر والإقدام قتال ..
أما العوامل البدنية .. فهي الأصل والأساس وهي العمل والمبادرة .. فالسماء لا تمطر ذهبا .. سنة الله في خلقه اقتضت أن يكون لكل شيءٍ سبباً .. قال تعالى سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا .
وقال تعالى موجها كلامه لمريم عليها السلام وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا امرأة ضعيفة وفي حال ولادة ومع ذلك أمرها الله جل وتبارك وتعالى أن تقوم بالجهد والعمل والمحاولة .. ولو شاء اسقطه عليها بدون أدنى جهد
مسألة أنك تحقق الهدف المأمول وتحقق النجاح المطلوب.. بدون عمل فأنت تطلب المستحيل ..
وإذا عزمت فتوكل .. إنها القاعدة الذهبية .. توكل تعني ابدأ .. تعني .. بادر .. لا تتردد فالنجاح ليس مجرد آمال وتطلعات .. ليس مجرد كلام ورغبة داخلية فقط وانما يجب ان يقترن بالعمل .. فالناجحون وغير الناجحين يشتركون معا في رغبتهم في النجاح ولكن بالعمل فقط يصل الناجحون إلى قمة النجاح يقول أحد زعماء الهند، عن النجاح : النجاح يأتي الى الذين يتجرؤون على العمل .انه لا يأتي الى الخجول الخائف من العواقب .
العمل الشاق هو الثمن الذى علينا دفعه للحصول على النجاح . ولا راحة لمن تعجل الراحة .

وإذا عزمت فتوكل ...
هل حاولت حفظ القرآن ولم تستطع .. هل حاولت ترك عادة سلبية ولم تقدر .
هل حاولت أن تدرس أو تستوعب ولم تستطع ..
يقول احد اشهر رواد النجاح واكبر فلاسفة عصره جيم رون
النجاح هو20% مهارة و 80% استراتيجية . الاستراتيجية تعني خطة عمل .. تحديد هدف واضح والسعي لتحقيقه .. ومن أولويات الخطط التعرف على السبب الأساسي للإخفاقات والتغلب عليها .. لا شك أن هناك سبب ما ولا شك أيضا أن هناك حل وطريقة للخروج من هذا الإخفاق .. الرجل الناجح يتعلم من اخطائه ويحاول مرة ثانية وثالثة ورابعة .. ولكن بطرق مختلفة ..
حاول واستمر في المحاولة .. جرب أكثر من طريقة .. وفكر بشكل مختلف وأنظر من زاوية مختلفة لا تترك الموضوع .. ولا تتهرب منه .. لا تؤجل .. هذا إذا اردت النجاح أو اردت التغير .. فمثلا قد تكون المشكلة في الجلساء والصحبة .. أنظر من تجالس .. أنت صورة لمن تجالس .. الأفكار عدوى .. والمشاعر عدى .. تريد أكبر قدر من المرح والمتعة ؟! استمر في منهجك وطريقة حياتك ولكن لن تتغير وعليك أن تتحمل النتائج . أنت وحدك من سيدفع الثمن .
ماذا بقي أيها الأحبة
وإذا عزمت فتوكل ..
توكل أي استعن بالله وابدأ ولا تتردد .. توكل تعني خذ بالأسباب بعد التوكل على الله لكن لا تتأخر بادر وسارع ونفذ ..
كيف يعني التوكل يعني ابدأ ونفذ .. لأنه لا يحتاج التوكل إلا من يبدأ في العمل فعلا إذ كيف يتوكل من لم يبدأ أصلا ويبادر . الذي لا يعمل في العادة لا يحتاج إلى التوكل .. فالتوكل لا يكون إلا بالشروع في العمل فهو قرين به ملازم له مرتبطة به . فكلمة توكل هنا تعني أعمل ..
دعونا نكمل الآية .. إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
لو لم يكن في البدء والمحاولة والعمل إلا أن الله سيحبك لكفاه سببا جديرا بالمحاولة والبدء
ماذا تنتظر .. نفذ .. ابدأ
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة .... فإن فساد الرأي أن تترددا
وبهذا نختم وفيه كفاية إن شاء الله لمن ألقى السمع وهو شهيد .

التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:29 مساءً الخميس 19 مايو 1446.