هذه المقالة من وحي مناظراتي مع أئمة الشيعة / حامد علي عبد الرحمن
في منتدى الحوار الإسلامي بين السنة والشيعة ( مجموعة في الفيس بوك )
في منشور مستقل تم توجيه مجموعة من الأسئلة مباشرة لي بشكل خاص وبطريقة لا تخلوا من التهكم ..
نسخت هذه الأسئلة لكم بصيغتها .. وتجدون تحتها الإجابة
هذه الاسئلة موجه خاصة للاستاذ الكبير العبقري ( حامد الحامد ) الذي سأل علمائنا اسئلة ولم يستطيع احد من علمائنا ان يجيبه اجابة مقنعة . وانا اسأله ثلاث اسألة ان اجاب عليها سأتبرأ من المذهب الشيعي امام الجميع ....
السؤال الاول : من هو نفس النبي صلى الله عليه واله وسلم
السؤال الثاني : من الذي قتل النبي صلى الله عليه واله وسلم
السؤال الثالث : متى نزلت أية : (( الآن أكملت لكم دينكم ))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد وآله .. أما بعد
الإجابة على السؤال الأول :
السؤال الاول : من هو نفس النبي صلى الله عليه واله وسلم ؟
الإجابة :
السؤال يحمل تكلفا كبير جدا جدا . بل صياغته خطأ .. فهو لم يحدد نفس النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة أو مجازا .. ولأنني أعرف ما يهدف إليه الأخ كايد وإلى ماذا يريد الوصول لا بأس من مسايرته لنرى .
إن قال نفس النبي حقيقة .. فهذا مالم يتجرأ عليه الأولون ولم تصل إليه عقول الآخرين ... ويكون بذلك جاء بقول منكر يخالف الدين والعقل لأن الثابت أن لكل شخص نفس مستقلة وإلا ما معنى بقاء الإمام علي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إذا كانت نفسهما واحدة وما معنى أن يتزوج أبنته ( أيتزوج الرجل أبنته ) ... غير ذلك القرآن نص في الكثير من الآيات أن لكل شخص نفس مستقلة وروح مستقلة ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكون هناك ازدواجية .. إليكم بعض الآيات .. لا كل الآيات ( حتى لا أطيل ) التي وردت في هذا المعنى ..
قال تعالى :
(( اتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )) البقرة
(( واتقوا يوما لا تجزي عن نفس شيئا )) البقرة
(( لا تكلف نفس إلا وسعها )) البقرة
(( ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )) ال عمران
(( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ))
(( كل نفس ذائقة الموت )) ال عمران
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )) النساء
(( أنه من قتل نفسا بغير نفس )) المائدة
(( وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت )) الانعام
(( وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة )) الأعراف
(( هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت )) يونس
(( يوم يأت لا تكلم نفس إلا بأذنه ))
(( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت )) .
نكتفي بهذا القدر
وإن قال هذا مجاز بمعنى أن حبهما لبعض وصل إلى درجة يعتبرون نفسيهما شيء واحد ... مستدلا بآية المباهلة .
قال تعالى : (( تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ))
وهذا ما يرمي إليه ...
قلنا : لا وجه للاستدلال هنا أبدا ... هذا لمن يعرف لغة العرب فقط
قال تعالى
(( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )) (21) الروم
فَهَل زَوْجَات الْنَّبِى هُم نَفْس الْنَّبِى عَلَى ضَوْء الْآَيَه؟
وقال تعالى :
(( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ))
هل تعني أنفسكم هنا أننا نحن الرسول ...
ماهذا الاستدلال ؟
لن نذهب بعيدا
في نفس الآية (( تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم )) من الأمانة العلمية أن نكمل الآية لا نقف يجب أن نكمل .. ماذا قال : بعد أنفسنا ، قال : وأنفسكم .. يلزمنا المنهج العلمي أن نفسرها بنفس التفسير فهل يعني أن نصارى نجرآن نفس واحدة
ثم نأتي للقرآن الكريم وننظر إلى كلمة أنفسكم كم وردت مرة وماذا تعني
وردت أكثر من 200 مرة ... ولم أجدها تعني في أي منها اتحاد شخصين أو اتحاد روحين أو اتحاد نفسين .. إليكم بعض الآيات ولم أنقلها لكم كلها ( حتى لا أطيل )
كلمة أنفسكم في القرآن الكريم :
(( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم )) ال عمران
(( قل هو من عند أنفسكم )) ال عمران
(( قل فادرءوا عن أنفسكم الموت )) ال عمران
(( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) المائدة
(( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه )) التوبة
(( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا )) النحل
(( فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله )) النور
(( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم )) البقرة
(( يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل )) البقرة
(( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم )) البقرة
(( وإذا أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم )) البقرة
(( ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم )) البقرة
(( أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم )) البقرة
(( علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم )) البقرة
(( وأعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه )) البقرة
(( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه )) البقرة
(( فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم )) النساء
(( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم )) النساء
ثم أن القرآن جاء دستور قواعد وأحكام نطبقها في حياتنا بمعنى أكثر وضوح ( تشريع ) لحياتنا
فلو أننا احتجنا في زماننا هذا إلى المباهلة ... وأردنا أن نطبقها حسب ما جاء في القرآن كيف نطبقها مع تفسيركم هذا .. من أين لنا بشخص هو نفس المباهل ؟
نرى ردت فعلك وإنصافك وتحضرك على هذه الإجابة .. لنحكم بعدها هل هو نقاش علمي فنستمر أم جدل عقيم فنتوقف .
تحياتي للجميع .
السؤال الثاني : من الذي قتل النبي صلى الله عليه واله وسلم
الأحاديث كثيرة عند الطرفين والتفسيرات كثيرة أيضا وليس من حق أي طرف أن يفرض على الطرف الآخر أقواله ويطالبه بتصديقها ... هذا منطق لا يختلف عليه أثنين .
ما الحل إذا ؟ .. وكيف نعرف الصواب من الخطأ ؟
الفيصل في هذا القرآن الكريم والمواقف الثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم والإمام رضي الله عنه عند الطرفين .
تعالوا بنا لنرى أولا ماذا قال القرآن الكريم
قال تعالى :
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ
لن أنظر في سبب النزول حتى لا أدخل في تضارب الروايات ونحن اتفقنا أن نطرح الروايات والتفسيرات الفردية .
نرجع للآية قال تعالى : أفإن مات أو قتل ... وهذا يعني في علم المنطق الرياضي 50 % موت و50 % قتل .
ماذا قال أهل السنة ... قالوا : إن النبي صلى الله عليه أكل من شاه مسمومة أهدتها له امرأة يهودية من خيبر .. ولا يجزمون بأن سبب موته منها لأنه عاش زمن ليس بالقليل بعد أكلها .. وكذلك لا يستبعدون بقاء أثر السم في جسده الشريف وأنه كان سبب وفاته . ( كلام منطقي فلا يعلم الغيب إلا الله )
ماذا قال بعض الشيعة .. قالوا : إن السيدة عائشة أم المؤمنين هي من قدم له السم وخطط لقتله .
نحن الآن أمام نصوص وتفسيرات مختلفة ، ماهو الفيصل بينها وكيف نميز الخطأ من الصواب .. أين الحق ؟
هناك قواعد ذهبية منطقية دينية لا يختلف عليها أحد سوف تفصل في الموضوع وتميز لنا الحق من الباطل .
أول قاعدة هي القرآن الكريم ... وثاني قاعدة هي الثابت من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم عند الطائفتين التي لا يختلفون عليها .
وقبل أن نأتي للقرآن يجب أن نشير إلى ملاحظة مهمة جدا جدا لها دور في عملية التحكيم وهي أنه لا يوجد عند الشيعة حديث صريحا باللفظ .. كل ما قالوه استنتاجاً . وظناً .وتفسيراً . وتأويلات اجتهادية لبعض الكلمات التي وردت بعض الروايات وهذا ليس منهجا علميا ولا شرعيا يُعتد به أو يعتمد عليه .. الظن ليس من طرائق البحث العلمي وليس من طرائق الإثبات الشرعية فالظن لا يغني من الحق شيئاً
ماذا قال القرآن عن عائشة
قال تعالى : (( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفسِهِمْ وَأَزْوَاجهُ أمَّهَاتُهُمْ )) الأحزاب
نحن أمام نص صريح لا يحتاج تأويل .. لا يحتاج اجتهاد
أمهات وللمؤمنين لاشك إن لهذا مدلول كبير .. لا أقل من الفضل .. من الحب من الطهر ... الخ من المعاني السامية .
إن قلتم خاص فقط بعدم الزواج من زوجات النبي بعد وفاته قلنا من أين لكم هذا التفسير وهذا الاستنتاج لا بد من دليل ... هذا استنتاج غير صحيح لأن هناك نص صريح قرآني أخر في الموضوع لا نحتاج غيره معه وهو قوله تعالى
وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا
هذا الآية صريحة لا تحتاج أن يأتي معها آية أخرى غير صريحة تقول إن زوجات النبي أمهاتنا فقط حتى لا نتزوج بهن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . هذا إسقاط باطل .
ملاحظة مهمة : نحن لم نأتي بأقوال أهل السنة في فضل عائشة رضي الله عنها والآيات التي نزلت في براءتها احتراما للمبدأ الذي اتفقنا عليه وهو أن نهمل جميع الراويات الفردية .
لكن لا بأس من إيراد النصوص الصريحة في فضل عائشة من كتب الشيعة فقط للإستيناس بها ( لأنها مراجع شيعية من ناحية ولأنها تتفق مع الراويات السنية من ناحية أخرى) وفيها معنى لمن أراد الحق .
هناك شبه إجماع من علماء الشيعة الأوائل والمتأخرين على تبرئة السيدة عائشة من حادث الأفك وأنها لم تزني وأن الآيات التالية نزلت ببراءتها
الآيات : النور : "24 ": إن الذين جاؤا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم * لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين * لولا جاؤا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون * ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم * إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم * ولولا اذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم * يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين
أرجعوا لتفسير الآيات السابقة في المراجع الآتية
الطبرسي / مجمع البيان في تفسير القرآن
الطوسي/ التبيان الجامع لعلوم القرآن
الطبطبائي / الميزان في تفسير القرآن
الفيض الكاشاني / الصافي في تفسير كلام الله الوافي
هناك شبه إجماع على إنها برئة من الزنا
وأنا شخصيا حاورت الكثير منهم فقالوا إنّا نبرأ إلى الله من اتهامها بالزنا
قد يقول القائل منهم وما علاقة الزنا بموضوعنا
أقول : لم أرى أعجب وأغرب وأغبى من هذا !!
أيهما أكبر عند الله القتل أم الزنا ... وأي قتل ؟ .. قتل أشرف الخلق
أيهما أكبر عند الله الزنا أم الكفر .
لاحظوا التناقض المخيف والمخجل ... إقرار تبرئتها من الزنا واتهامها بالقتل والكفر .
يا قوم أفيقوا ؟
تعلوا بنا نقارن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم عند الشيعة وعند السنة ( ثوابت )
إن النبي لم يفارق السيدة عائشة ولم يطلقها .. هذا ثابت عند الطرفين بل توفي في بيتها وقبر فيه .
يستشهد بعض أغبياء الشيعة بقصة امرأة الأنبياء نوح ولوط عليهما السلام ولم يعلموا أن هذه دليل عليهم لا لهم ... كيف ذلك ؟
لم يكتفي الله جل وتبارك وتعالى بفراق وطلاق امرأتي لوط ونوح عليهما السلام بل أنزل عليهما عاجل العقوبة في الدنيا قبل الآخرة وفي حياة الأنبياء قبل موتهما .. ولا شك أن نبينا أكرم منهما . فهل يرضى لنبينا أن يبقى مع امرأة كافرة فاجرة تخطط لقتله .. لماذا لم يعذبها في الدنيا أو يأمر بفراقها أقل شيء
لو كان هناك أقل شبهه في إحدى زوجات النبي لطلقها صلى الله عليه وسلم قبل وفاته . إذ كيف يرضى الرجل الحقيقي أن يعيش مع امرأة كافرة فاجرة .
يأتي قائل منهم فيقول ماذا تقول في هذه الآيات التي نزلت في عائشة وحفصة ؟
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا
نقول هذه الآيات أيضا أكبر دليل على توبتهما النصوح ... كيف ذلك ؟
الآيات هددتهما بالطلاق صراحة ( عسى ربه إن طلقكن .. ) إن هما لم يتوبا
فعدم طلاقهما لا يعني للمنصف العاقل إلا شيء واحد أنهما تابتا توبة نصوحا ... وعدم توبتهما تلزم النبي صلى الله عليه وسلم بتنفيذ أمر الله بطلاقهن
وهو صلى الله عليه وسلم لم يطلق عائشة وتوفي وهو عندها وفي بيتها وقبر هنالك بإجماع المذاهب الإسلامية ...
انتهى وفي ذلك كفاية للمنصف الصادق مع نفسه لمن يبحث عن الحق
السؤال الثالث : متى نزلت أية الآن أكملت لكم دينكم
الإجابة :
لأني أعرف ما ترمي إليه وهو الإشارة إلى قصة غدير خم سوف اختصر عليك الموضوع وأجيبك على ما أردت ..
الروايات كثيرة في ذلك عند السنة وعند الشيعة وليس لأحد من الطرفين فرض رواياته وتفسيراته على الآخر هذا فيما يتعلق بتفسير الآية ووقت نزولها بالضبط ..
أما قصة غدير خم فهي ثابتة عند الطرفين وهي صحيحة .
ولكن تفسير الألفاظ .. وتأويلها .. وتحميلها مالم تحتمل .. هذا ما نختلف فيها
الشيعة : يفسرونه .. على أنه أمر بالولاية والوصاية بعد وفاته النبي صلى الله عليه وسلم
السنة : يفسرونه فقط على أنه في بيان فضل الإمام عليا رضي الله عنه وحب الرسول له... وهم لا ينكرون ذلك فالإمام عليا عندهم إمام وولي يأخذون عنه العلم والفقه ويتقربون بحبه إلى الله .
كيف نعرف من منهما على حق ؟
ماهو الفيصل في هذا ؟
من حسن الحظ إن لدينا قواعد منهجية علمية قوية .. تستطيع أن تميز الحق من الباطل ..
وهي أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم أو أفعال الإمام الثابتة عند الطرفين التي لا يستطيع أحدا إنكارها . الأفعال كمنهج علمي شرعي ديني عقلي أقوى .. لا يختلف على ذلك أحد
متى كانت قصة غدير خم ؟ وأين كانت ؟
لاشك إن ذلك سوف يساعدنا في معرفة الحق
الجواب : الزمان كانت بعد انتهاء حجة الوداع تماما .. لا ينكر ذلك أحد شيعة سنة
أمّا المكان فكان في طريق العودة إلى المدينة
هذا متفقين عليه كلا الطرفين لا خلاف في ذلك .
الإمامة عند الشيعة ركن أساسي وشأنها عظيم جدا هكذا يقولون ... وهذا ما يكذبه زمان ومكان هذه الرواية ...
الرسول صلى الله عليه وسلم خطب في الناس قاطبة ( القادم من الشام وما جاورها والقادم من اليمن وما جاورها ) في حجة الوداع وقبل قصة غدير خم بأيام قليلة
أليس المفروض طالما الإمامة بهذه الأهمية أن تكون الإشارة إليها أثناء هذه الخطبة وفي اجتماع الناس أثناء الحج وقبل تفرق الحجيج ( أهل اليمن إلى اليمن وأهل الشام إلى الشام ) ... هذا المنطق والعقل لأنه لا معنى للتأخير هذا فيما يتعلق بالزمن .
أما المكان فأيهما أكثر أهمية المشاعر المقدسة المذكورة في القرآن أم غدير خم
اترك الجواب لأصحاب العقول النيرة التي لا تكابر في الحق
من الأفعال الثابتة أيضا : موقف الإمام علي رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .. بحثت في كل كتب الشيعة وخلال خمسة وعشرين عاما ( الفترة الحرجة بعد وفاة النبي وحتى تولي الإمام الخلافة ) لم أجد له خطبة منبرية أو مطالبة قوية تتناسب مع الإمامة والوصية المزعومة ( 25 عاما ) ربع قرن .. وهذا والله يدل على أنه رضي الله عنه فسر ألفاظ غدير خم غير ما فسرها الشيعة .. فالإمام علي رضي الله عنه لو فهم ما فهموا وتكلف وما تكلفوا لم يكن ليترك وصية النبي صلى الله عليه وهو أشجع أهل زمانه .. لم يكن ليترك دين الله ليتغير وهو أعلم واتقى الناس لم يكن ليسكت في أخطر فترة وأحرجها .
هذا ما تيسر إيراده وفيه للمنصف العاقل كفاية ... وفيه على المتكبر المعاند حجة
اللهم بلغت اللهم فاشهد ... اللهم من طلب الهداية فسيرها لها وخذ بيده إلى طريقك المستقيم ... اللهم من علم في كلامي الحق ولم يتبعه وكابر وأخذته العزة بالإثم اللهم فأجعله يرى العبرة في صحته وأهله وماله حتى يرجع .. فإن لم يرجع اللهم فخذه أخذ عزيز مقدر.
كتبها / حامد علي عبد الرحمن
التعليقات