هذه المقالة من وحي مناظراتي مع أئمة الشيعة / حامد علي عبد الرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
تجربة ثرية ومقارنة تستحق القراءة : كيف اخترت مذهبي ؟
سألني أحدهم ما الذي يجعلك واثق من نفسك إلى هذه الدرجة وعلى أي أساس بنيت عقيدتك الدينية .
فأجبته :
تأملت المذاهب الموجودة وتأملت دعوة الرسل والأنبياء وسبب بعثهم فقررت أن أعتنق الدين الذي يتفق مع دعوة الرسل ..
اخترت المذهب الذي يدعو إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة ..
تركت المذهب الذي يطالب بالوسيط ويشترط الواسطة ..
سألت نفسي متى نحتاج الوسيط ؟ ..
فكانت الإجابة : نحتاجه عندما يكون المدير أو الأمير أو الملك ظالما جبارا لا يسمع لأحد وأبوابه مغلقة .
أما عندما يكون الملك : قوي . قادر . سميع . بصير . حكم . عدل . لطيف . رحيم . أقرب إلينا من حبل الوريد .. عند ذلك تأكدت إنني لن أحتاج إلى غيره بل من السخف والحمق أن أجعل بيني وبينه واسطة ..
تفكرت في معنى الوسيلة / فوجدتها تعني الأخذ بكل الوسائل التي تقرب إلى الله وتعني عمل الطاعات واجتناب المحرمات .. ولا تعني بحال من الأحوال التوسل بالعباد ليقربونا إلى الله زلفى .
اخترت المذهب الذي حدد لي بشكل واضح من أستغفر إذا أذنبت .. ومن أدعو إذا احتجت .
وتركت المذهب الذي يجعلني أحتار أي الأئمة أدعو ومن منهم أكثر تأثيراً .
اخترت المذهب الذي يرفع قدر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين
وتركت المذهب الذي يشكك في قدرة النبي في اختيار زوجاته وأصحابه .
الزوجة ... ألا تعني الأهل ؟ .. ألا تعني العرض ؟ ..
ربما لا يوفق الإنسان في اختيار زوجته ولكن بمجرد ما تنكشف له الحقائق ويعرف أن هذه الزوجة خائنة أو كافرة أقل ما يفعله مفارقتها .. لا يستمر معها أبدا .. استمراره معها يقدح في رجولته .
تأملت زوجات الأنبياء نوح ولوط عليهما السلام فوجدت إن الله أكرم رسله بفضح هؤلاء الزوجات الكافرات في حياتهم ولم يكتف بذلك بل أنزل عليهن أشد العقوبات العاجلة في الدنيا قبل الأخرة .. ثم تذكرت إن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو في بيت عائشة فهو لم يفارقها ولم يطلقها إلى أن مات صلى الله عليه وسلم
فأدركت أين الحق .
تركت المذهب الذي يصوّر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالرجل المُغيّب الضعيف الذي كتم الحق والذي ينصاع لرأي عمر ويتخلى عن كتابة الوصية
اخترت المذهب الذي يمجد الإمام علياً رضي الله عنه ويرفع من قدره ويحفظ له كرامته وشجاعته وخطابته وبلاغته التي تليق به .
تركت المذهب الذي يصوّر الإمام علياً رضي الله عنه أنه شخص غير محبوب وغير مرغوب فيه ليس ذلك فحسب بل يصوّره على أنه خائف . يسكت على الظلم والجور . يسكت على تغيير دين الله
تأملت ، هل يمكن أن يختار المدير نائباً له ثم يأمره بعدم التدخل وبالتزام الصمت ويسلبه جميع الصلاحيات
فلم يقبل ذلك عقلي .
تأملت الأحاديث والخطب والمواقف فلم أجد خلال 25 عاما أي مطالبة صريحة للإمام علي رضي الله عنه ولم أجد أي موقف اعتراض ولأني أحبه قررت أن أستن بسنته وأمشي على نهجه ولأنني أعرف شجاعة الإمام وأنه لا يخاف في الله لومة لائم عرفت أنه لن يسكت على الظلم وعلى تغيير الدين لو كان حصل ذلك ..
فعرفت من موقفه الحق أين يكون
تأملت أقوال علي رضي الله وأفعاله فرأيته زوّج ابنته من عمر وسمى بعض أبنائه بأسماء الخلفاء .. فاتضح لي الحق لأن علياً لا يمكن أن يكذب في مشاعره وينافق .
تأملت التقية في الدين الإسلامي فوجدتها للضعفاء الخائفين فقط وفي نطاق ضيق جداً ..ليست للشجعان الأقوياء .. لو كانت جائزة على الإطلاق لم يقتل ويستشهد أحد ولم يجهر بالحق أحد
تأملت أن أبي بكر وعمر وعثمان لم يبنوا القصور ولم يورثوها لأبنائهم . فعرفت الحق
قرأت القصص والشبهات والأحاديث الضعيفة فاكتشفت إنها تأويلات واجتهادات بشر ونقل بشر .. فتركت كل ما يخالف القرآن الكريم وطرحته جانباً مهما كان مصدره ( أنا لا أشك في القائل ولكني أشك في الناقل )
تأملت أن الحج ركن من أركان الإسلام وتذكرت إن الإمام الخميني لم يحج رغم إنه زار أغلب بلاد العالم .. فعرفت الحق
تأملت من اهتم بالقرآن أكثر ومن حفظ القراءات والقراء والأسانيد فلم أجدها إلا عند مذهب واحد فاعتنقته بدون تردد
تأملت المساجد التي أئمتها يحفظون القرآن كاملا ويجودونه
وتركت المساجد التي أئمتها لا تقرأ غير سور محددة من القرآن وهي السور القصيرة جدا وبدون ترتيل ولا تجويد
تأملت أعظم المساجد فوجدتها مكة والمدينة والقدس ووجدت أئمتها جميعاً وعلى مر العصور وخلال 1400 سنة على نفس المذهب فقررت أن أعتنقه .
تأملت المذهب القائم على الندب والبكاء واللطم فتركته
تأملت المذهب القائم على اللعن والسب فتركته
تأملت الخمس .
تأملت المتعة
تأملت وتأملت كثيرا جدا والحقيقة أني تألمت كثيرا جدا
وباختصار كبير جدا .. قررت أن أعتنق المذهب الذي يحترم عقلي وتفكيري
كتبها / حامد علي عبد الرحمن
التعليقات