حسن الخاتمة .. خطبة جمعة .. جامع قرية خفه / حامد علي عبد الرحمن
الحمدُ لله نحمَدُهُ ونستعينُهُ ونستغفِرُهُ ونستهدِيهِ ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضل له ، ومنْ يُضْلِلْ فلَنْ تجدَ لهُ وليًا مُرشِدًا، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أنّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ ، صلّى اللهُ عليهِ وسلم .
أما بعد : أيها الناس : حسن الخاتمة .. وما أدراك ما حسن الخاتمة ذلك الآمل الكبير .. ذلك المطلب الجميل .. ذلك الهدف النبيل .. هو هاجس العباد وغاية الأتقياء .. .. إن من فاز بحسن الخاتمة فاز بكل شيء ومن خسر حسن الخاتمة خسر كل شيء .. من فاز كانت له البشرى في ساعة الاحتضار .. بشرى من الملائكة الكرام حيث أخبر عن ذلك قيوم السموات والأرض بقوله:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} ،
إن العبد الصالح أيها الأحبة : إذا حضرته الوفاة ورأى البشرى بالنجاة أحب لقاء الله فيحب الله لقاءه ففي الصحيحين عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ)) قَالَتْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ قَالَ: ((لَيْسَ ذَاكِ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَه ... هذا خير البرية صلوات ربي وسلامه عليه في سكرات موته كان يقول بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى تقول السيدة عائشة رضي الله عنها فعلمت أنه لا يختارنا ، وهذا بلال رضي الله عنه كان يردد في سكرات الموت وافرحتاه غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه .
ولما حضرت آدم بن إياس الوفاة ختم ما تبقى عليه من سور القرآن وهو مسجّى، فلما انتهى قال: اللهم ارفق بي في هذا المصرع، اللهم كنت أؤملك لهذا اليوم وأرجوك له . ثم قال: لا إله إلا الله وقضى
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ألا أحدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن. اليوم الأول : يوم يجيئك البشير من الله، إما برضاه وإما بسخطه.
وأما اليوم الثاني فيوم تعرض فيه على ربك أخذاً كتابك إما بيمينك وإما بشمالك. وأما الليالي : فأول ليلة تبيت فيها بالقبر وحيدا منفردا من الأهل والاصحاب . والليلة الثانية: ليلةٌ صبيحتُها يوم القيامة.
قال المزني دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقاً، ولكأس المنية شارباً، ولسوء عملي ملاقيا. وعلى الله تعالى وارداً، فلا أدري: روحي تصير إلى الجنة فأهنيها أو إلى النار فأعزيها. ثم بكى.
ولما احتضر عامر بن عبد الله بكى وقال: لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون .
عباد الله: لحسن الخاتمة أسباب وعلامات عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((..إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ قَالَ يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ )) ،جعلني الله وإياكم ممن أراد بهم الخير فأحسن خاتمتهم،
واعلموا عباد الله أنَّ من أخطر أسبابِ زوال الدين وعدم الثبات وسوء الخاتمة والعياذ بالله التعرُّضُ للفتن، من استشرف الفتن زلَّت به القدم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم محذرا أمته: ((تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُوداً عُودا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ...))، ولا يُنجِي من ذلك إلا رحمةُ الله تعالى، ثم الأعمالُ الصالحة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا، أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا))، وهذا لعِظم الفتن ينقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب. نسأل الله السلامة وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته: ((... وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ...))،
ومن الفتن الخطيرة: تتبُّعُ المتشابه من الأحكام ، والأخذُ بالرُّخَصِ في الحلال والحرام، والتحايلُ لارتكابِ المحرمات قال سليمان التيمي رحمه الله: لو أخذت برخصة كلِّ عالم؛ اجتمع فِيَّك الشرُّ كُلُّه . عن أبي عبد الله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما قـال: سمعـت رسـول الله صلي الله عـليه وسلم يقول: (إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا وهي الـقـلب)
عباد الله : من أسباب سواء الخاتمة والعياذ بالله التهاون بصغائر الذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يَا عَائِشَةُ إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ طَالِبًا))، وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم : ((إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ .
ومن أسباب سوء الخاتمة: الرُّكون إلى الدنيا وشهواتها وزُخرفها، وعدم المُبالاة بالآخرة، وتقديمُ محبة الدنيا على محبة الآخرة، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ ومن أسباب سوء الخاتمة: أمراض القلوب؛ كالرياء ، والكبر، والحسد، والحِقد، والغِلّ، والعُجب، واحتقار الناس، والغدر، والخيانة، والمكر، والخِداع، والغِش . ومن أسباب سوء الخاتمة: عُقوق الوالدَين وقطيعة الأرحام، قال الله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) .
عباد الله : احذروا سوء الخاتمة .. احذروا مكر الله .. قال تعالى أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ هذه الآية الكريمة فيها من التخويف لمن ابصر ما تشيب منه الرؤوس . من أعظم الفقه أن يخاف الرجل أن تخدعه ذنوبه عند الموت، فتحول بينه وبين الخاتمة الحسنى.
أيها الأحبة : احذروا المعاصي صغيرها وكبيرها .. فإن من عاش على شيء مات عليه .. واحذروا التسويف وتأجيل التوبة وطول الآمل .. فقد أخرج البخاري في صحيحه حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلَّغه ستين سنة. اعذر الله إلى امرئ أي لم يبق له عذر يعتذر به كأن يقول: لو مد لي في الأجل لفعلت كذا وكذا ، سن الستين وما قاربها سن الإنابة والرجوع وترقب المنية ومظنة انقضاء الأجل، فلا ينبغي للعاقل الكيس عند مقاربتها أو بلوغها إلا الاستغفار ولزوم الطاعات والإقبال على الآخرة .
عباد الله : قال تعالى : وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون أي: ظهر لهم من عقوبات الله وسخطه وشدة عذابه ما لم يكن في حسابهم . وقال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ اللهم ثبتنا عند الموت .. اللهم بشرنا بالجنة .. اللهم هون علينا سكرات الموت .. اللهم هون علينا سكرات الموت .. اللهم هون علينا سكرات الموت ..
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .. أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله العليم الخبير، السميع البصير، الذي أحاط بكل شيءٍ علمًا وأحصى كل شيءٍ عددًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليُّ الكبير، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا
أما بعد :
عباد الله : استنبط أهل العلم من كتاب الله ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما يعين العبد على الثباتِ على دين الله عز وجل، وبالتالي يؤدي إلى حسن الخاتمة .. ومن ذلك : الإكثار من تلاوةُ كتابِ الله عز وجل، والإكثارُ من ذكره، قال تعالى: ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾
ومن ذلك أيضا: الإكثار من الطاعاتِ والبُعدُ عن المعاصي، وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴾، والمداومةُ على الاعمال الصالحة سببٌ لتقوية الإيمان، وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ولذا ينبغي تحين الفرص واستغلال المواسم فلا يدري أي الأعمال أرجاها وأكثرها قبول .روى مسلم عن أبي هريرة: قال:قال رسول الله ((من أصبح منكم اليوم صائماً؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً قال أبو بكر: أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة)).
قال النووي رحمه الله: (ويثمرُ القليلُ الدائمُ بحيثُ يزيدُ على الكثيرِ المنقطعِ أضعافاً كثيرة ) ومما يعين على الثبات على دين الله: الصحبة الصالحة فإنها تُحيي القلوبَ، وتحثُّ على العمل، فالصاحب الصالح معينٌ على الخير؛ إن ضعُف صاحبُه عن الطاعة قوَّاه، وإن زلَّتْ قدمُهُ لحرام نهاه ، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾.
ومن ذلك : تجديد التوبة النصوح واتباع السيئة الحسن .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن .
ومن ذلك كثرةُ الدعاءِ، فهو من أعظمِ أسبابِ الثبات على الدين، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من قوله: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))، ومن دعاء الراسخين في العلم: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ ومن ذلك أيضأ الإكثار من النوافل كقيام الليل وصلاة الضحى والسنن وصيام التطوع كلها تساعد على الثبات ، ومتى ما علم الله من العباد الصدق والإخلاص قبله وختم له بخاتمة حسنة .
ولحسن الخاتمة معاشر الأحباب علامات كثيرة منها : النطق بالشهادتين فعَنْ مُعَاذ بْن جَبَل قَالَ : قَالَ : رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ آخِر كَلَامه لَا إِلَه إِلَّا اللَّه دَخَلَ الْجَنَّة ،ومنها أن يموت شهيداً في سبيل الله بأي نوع من أنواع الشهادة لما رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ ))قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ قَالَ ((إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ)) قَالُوا فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ((مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ)) ومنها الموت رباطاً في سبيل الله لما رواه الإمام مسلم عن سَلْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ((رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ )) وهنا بشرى عظيمة لإخواننا الجنود البواسل المرابطين على الحدود .
ومن علامات حسن الخاتمة الموت على عمل صالح .. وهذه نتيجة متوقعة لمن عوده نفسه القيام بالأعمال الصالحة وحافظ عليها واستكثر منها . من عاش على شيء مات عليه قال صلى الله عليه ( يُبعث كل عبد على ما مات عليه ) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ .
هذا وصلوا علي البشير النذير والسراج المنير فقد امركم الله بذلك في كتابه المبين فقال: (ان الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلي اله وصحبه وسلم وارض اللهم عن التابعين لهم بإحسان الي يوم الدين , وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا ارحم الراحمين , اللهم امنّا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين اللهم أبرم لهذه الامة امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويهدى فيه اهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهي فيه عن المنكر. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك اللهم وحد كلمتهم وسدد رميهم واخذل عدوك وعدوهم . ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب وأصلح اللهم أحوالنا في الأمور كلها ووفقنا لما يرضيك عنا واختم اللهم بالصالحات أعمالنا وبالسعادة أجالنا وتوفنا يا رب وأنت راض عنا اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا ومن عذاب الآخرة..اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين .
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون . أقم الصلاة
التعليقات