حق الجار .. خطبة جمعة .. جامع قرية خفه / حامد علي عبد الرحمن
الحمدُ لله نحمَدُهُ ونستعينُهُ ونستغفِرُهُ ونستهدِيهِ ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِه اللهُ فهوَ المهتَدِ، ومنْ يُضْلِلْ فلَنْ تجدَ لهُ وليًا مُرشِدًا، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أنّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ ، صلّى اللهُ عليهِ وعلى أله وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
أيها الأخوة الكرام : القوانين والدساتير والأنظمة ما وضعت في الأساس إلا لصيانة الحقوق والوجبات ولذلك جاء ديننا الحنيف وهو أعظم دستور وأعظم قانون وأعظم تشريع و كفل تلك الحقوق وتلك الواجبات ولم يغادر صغيرة ولا كبيرة ولم يفرط في شيء .. حتى أدق تفاصل حياة الإنسان في العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية .. في الاقتصاد والتجارة .. لم يهمل شيئا أبدا .. والعظيم في ذلك إنه ركز على مصلحة الفرد التامة في كل أوامره ونواهيه .
جاء تركيزه على الحقوق والوجبات لأن الدين الإسلامي هو دين المعاملة .
حديثنا اليوم هو عن أحد هذه الحقوق العظيمة والعظيمة جدا .. التي جاء بها الإسلام وضمنها وكفلها .. إنه معيار الإيمان والصدق مع الله .. إنه حق الجار على الجار
لقد أوصى ديننا الحنيف بالجار، وأعلى من قدره؛ حيث قرن الله حق الجار بعبادته -عز وجل- وبالإحسان إلى الوالدين ..
قال الله-عز وجل-: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ .. ذكر المفسرون معنى قوله: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} أي: الذي بينك وبينه قرابة، وقيل: الجار المسلم. أما قوله: {وَالْجَارِ الْجُنُبِ} أي: الذي ليس بينك وبينه قرابة، وقيل اليهود والنصارى ومن كان على غير ملة المسلمين ،
أما السنَّةُ النبويةُ فقد استفاضت نصوصُها في بيان رعاية حقوقِ الجارِ، والوصايةِ به، وصيانةِ عرضه، والحفاظ على شرفه، وستر عورته، وسدّ خلَّته، وغضِّ البصر عن محارمه، والبعد عن كل ما يريبه، ويسيء إليه.
ومن أجلِّ تلك النصوص وأعظمها ما جاء في الصحيحين من حديث عائشة وابن عمر -رضي الله عنهم- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مازال جبريل يوصني بالجار حتى ظننت أنه سيوَرِّثه) أي: ظننت أنه سيجعله شريكا في الارث وذلك لشدة مكانته وحقه .
أيها المسلمون : الجار في اللغة وفي الاصطلاح : هو من كان سكنه أو املاكه أو محل إقامته أو عمله ملاصقا أو قريبا منك ، سواء كان مسلماً أو كافراً، براً أو فاجراً، صديقاً أو عدواً، محسناً أو مسيئاً، نافعاً أو ضاراً، قريباً أو غريباً .
أما حدّ الجوار؛ فقد اختلفت عباراتُ أهل العلم في حدِّ الجوار المعتبر شرعاً، ولا ريب أن الجوارَ في المسكن هو أجل صور الجوار وأوضحُها، ولكنَّ مفهوم الجار والجوار لا يقتصر على ذلك فحسب، بل هو أعمُّ من ذلك وأشمل؛ فالجار معتبرٌ في المتجر، والسوق، والمزرعة، والمكتب، ومقعد الدرس.
عباد الله : حُقُوقُ الْجَارِ عَلَى جَارِهِ مِنْ أَعْظَمِ الْحُقُوقِ وَآكَدِهَا، وَأَذِيَّتُهُ مِنْ عَظَائِمِ الذُّنُوبِ وَكَبَائِرِهَا، وَمع ذلك يجَهْلَ الكثير مِنَ النَّاسِ هذه الحقوق ! فِي زَمَنٍ ضَعُفَتْ فِيهِ الرَّوَابِطُ وَالصِّلَاتُ، وَضُيِّعَتْ فِيهِ الْحُقُوقُ وَالْوَاجِبَاتُ،
أيها الأحبة : َتَحْقِيقُ كَمَالِ الْإِيمَانِ لَا يَكُونُ إِلَّا بِتَجَنُّبِ أَذِيَّةِ الْجَارِ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ...» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
فَكَفُّ الْأَذَى عَنِ الْجَارِ سَبَبٌ لِتَحْقِيقِ كَمَالِ الْإِيمَانِ؛ بل إن من يُؤْذِي جَارَهُ ، ليس مؤمنا .. عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَاللَّـهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّـهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّـهِ لاَ يُؤْمِنُ» قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّـهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائقَهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. فَلْنَتَأَمَّلْ شِدَّةَ الْوَعِيدِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ حِينَ يَنْفِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِيمَانَ عَمَّنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ شره ، وَيُقْسِمُ عَلَى ذَلِكَ، وَهُوَ أَصْدَقُ النَّاسِ وَأَعْلَمُهُمْ، وَيُكَرِّرُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لِشِدَّتِهِ وَفَظَاعَتِهِ ؛ فَقَدْ يُحْرَمُ الإنسان دُخُولَ الْجَنَّةِ مهما كان عمله بِسَبَبِ أَذِيَّتِهِ لجاره ؛ كَمَا فِي قَوْلِ النَّبِيِّ صلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وجاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قيل: يا رسول الله إن فلانةً تصلي الليل، وتصوم النهار، وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها -سليطة-، قال: (لا خير فيها هي في النار) .
وَلِكَثْرَةِ مَا بَيْنَ الْجِيرَانِ مِنَ الْحُقُوقِ مَعَ الْغَفْلَةِ عَنْ أَدَائِهَا، وَكَثْرَةِ مَا يَقَعُ مِنْ أَذِيَّةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا فَإِنَّهُمْ يَخْتَصِمُونَ عِنْدَ اللَّـهِ تَعَالَى فِيمَا بَيْنَهُمْ مِنْ حُقُوقٍ قَدْ ضُيِّعَتْ، وَفِيمَا وَقَعَ مِنْ أَذَى بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، كَمَا فِي حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّـهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ خَصْمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَارَانِ» رَوَاهُ أَحْمَدُ. وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كَمْ مِنْ جَارٍ مُتَعَلِّقٍ بِجَارِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ هَذَا أَغْلَقَ بَابَهُ دُونِي فَمَنَعَ مَعْرُوفَهُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ المُفْرَدِ.
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: (أن تجعل لله نداً وهو خلقك) قال: قلت له: إن ذلك لعظيم، قال: قلت: ثم أي؟ قال: (ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك) قال: قلت: ثم أي؟ قال: (ثم أن تزاني حليلة جارك) .
أيها الأخوة الكرام : في الفقه الإسلامي وهذا من عظمته وشموليته .. لا يجوز لك التصرف في حقك الخاص بما يؤذي جارك .. هذا وهو حقك الخاص .. فكيف التصرف بما هو ليس لك حق .. كالأمتار من الأرض العامة التي بجوار أملاكك تستقطعها وتضيفها إلى املاكك بغير وجه حق وتُضّيق على المسلمين طرقهم .. لا يجوز لك أن تضيق الطريق حتى لو وسعتها من حقك الخاص فكيف تضيقه بما هو ليس أصلا حقا لك .. وأي أذية هي أكبر من قطع الطرق وتضييقها . ثم تطمع بعد ذلك في جنة عرضها السموات والأرض .
عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّـهِ: إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً، وَأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا، فَمُرْهُ أَنْ يُعْطِيَنِيها حَتَّى أُقِيمَ حَائِطِي بِهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الجَنَّةِ» فَأَبَى، فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَقَالَ: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي. فَفَعَلَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّـهِ، إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي، فَاجْعَلْهَا لَهُ، فَقَدْ أَعْطَيْتُكَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّـهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَمْ مِنْ عَذْقٍ رَدَاحٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الجَنَّةِ» قَالَهَا مِرَارًا. قَالَ: فَأَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ، فَإِنِّي قَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ. فَقَالَتْ: رَبِحَ الْبَيْعُ .
يَلُومُونَنِي أَنْ بِعْتُ بِالرُّخْصِ مَنْزِلِي *** وَمَا عَلِمُوا جَارًا هُنَاك يُنَغِّصُ
فَقُلْتُ لَهُمْ كُفُّوا المَلاَمَ فَإِنَّهَا *** بِجِيرَانِهَا تَغْلُو الدِّيَارُ وَتَرْخُصُ
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله الرؤوفِ المنانْ، الغني القويِ السلطانْ، الحليمِ الكريمِ الرحمانْ ، الأولِ فلا شئ قبله والأخرِ فلا شئ بعده، والظاهرِ فلا شئ فوقه، والباطنِ فلا شئ دونه، يعلمُ ماكانَ وما يكونُ وما لم يكنْ لو كانَ كيف يكونْ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، جلّ عنِ الأشباهِ والأمثالْ وتقدَسَ عنِ الشركاءِ والأضدادْ، وأشهد أن سيدَنا وحبيبَنا وإمامنا وقدوتَنا وأسوتَنا محمدٌ رسولُ الله أرسله الله بشيرا ونذيرا وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيرا، ففتّح الله به أعيناً عميا وأذاناً صما وقلوباً غلفا، فصلواتُ الله عليه وعلي آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلي يومِ الدين
أما بعد : لقد كانت حمايةُ الجار من أشهر مفاخر العرب التي ملأت أشعارهم،
قال عنترة :
وإني لأحمي الجارَ من كل ذلّة وأفرحُ بالضيف المقيم وأَبْهَجُ
وقال : وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي حتى يُواري جارتي مأْواها
وقالت الخنساءُ تمدح أخاها بحمايته جارَه:
وجارُكَ مَحْفُوظٌ منيعٌ بنجوة من الضيم لا يُؤذى ولا يتذللُ
بل لقد غالى العرب، وبالغوا في المحاماة عن الجار؛ إذ لم تتوقَّف محاماتُهم عن الجار الإنسان، بل لقد تعدّوا ذلك؛ فأجاروا ما ليس بإنسان إذا نـزل حول بيوتهم حتى ولو كان لا يعقل ولا يستجير؛ مبالغةً في الكرامة والعزَّة، فحق الجار عظيم، وأذيته محرمة، فلا يجوز لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يأذي جاره،
أيها الأحبة : جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره) ولمسلم –
أيها الأخوة الكرام : من الأمثلة على صور تضييع حقوق الجار وأسمحوا لي في قسوة العبارة بعض الشيء .
يدعوك جارك لحضور مناسباته ثم تتهرب وتبحث عن الأعذار حتى لا تحضر .. ثم تقول أنا مسلم ..
يكون عندك مناسبة ثم لا تدعوه لها بحجة إنها مختصرة جدا .. ثم تقول أنا مسلم
ترصد حركاته وسكناته وتتصيد عثراته وتنهب بنظرك محارمة عند الدخول وعند الخروج ... ثم تقول أنا مسلم .. أولادك يؤذونه بالصوت والإزعاج وربما بالتطفل والتلصص .. ثم تقول أنا مسلم . ..تهجره وتقاطعه بالأيام والأشهر وربما لأسباب تافهة لا تستحق ثم تقول أنا مسلم ... لا تسأل عنه ولا تزوره ولا تتفقده ... ثم تقول أنا مسلم . .. تضيق عليه في الطريق إلى بيته أو مزرعته وتطمع في المتر ونصف المتر وربما أقل ثم تقول أنا مسلم ..
ما كل من قال أنا مسلم حقق ذلك ... كلمة مسلم كلمة غالية عظيمة .. لا يستحقها أي أحد .. لا يستحقها إلا من صبر وصابر واعطى واتقى وتنازل وتسامح .
هل لأنك صليت فقط .. أصبحت مسلما .. هل لأنك صمت فقط .. أصبحت مسلما
لا وألف لا .. الإسلام أعمق وأعظم وأشمل من ذلك ... المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده .. المسلم هو من يحب لأخيه ما يحب لنفسه ..
أيها الأحبة : حقوق الجار كثيرة جدا .. لو أردنا أن نحيط بها لاحتجنا إلى ساعات وساعات .. ولكن يكفي من القلادة ما أحاط العنق ومن السوار ما أحاط بالمعصم واللبيب بالإشارة يفهم وفي ما أوردنا كفاية لمن أراد أن يتذكر .
هذا وصلوا على نبيكم محمد بن عبد الله فقد امركم الله بذلك في كتابه المبين فقال: (ان الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلي اله وصحبه وسلم وارض اللهم عن التابعين لهم بإحسان الي يوم الدين , وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا ارحم الراحمين , اللهم امنّا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم انصُر دينكَ وكتابك وسنةَ نبيك وعبادكَ المُؤمنين. اللهم أبرِم لهذه الأمة أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ طاعتك، ويُهدَى فيه أهلُ معصيتِك، ويُؤمَرُ فيه بالمعروف، ويُنهَى عن المُنكر يا سميع الدعاء . اللهم من أرادَ الإسلامَ والمسلمين بسوءٍ فأشغِله بنفسه، ورُدَّ كيدَه في نحرِهِ، واجعل دائرةَ السَّوءِ عليه يا رب العالمين. اللهم انصُر المُجاهدِين في سبيلك في كل مكانٍ ، اللهم اصلح أحوالَهم، واهزم عدوك وعدوَّهم. اللهم وفِّق وليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى، وخُذ بيده إلى البرِّ والتقوى، اللهم وفِّقه لما فيه صلاحُ العباد والبلاد .
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون . أقم الصلاة
التعليقات