الغبن والحسرة .. خطبة جمعة .. جامع قرية خفه / حامد علي عبد الرحمن
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير. وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
قال تعالى : يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ .
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ: كلمة تقشر لها الأبدان وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ : كلمة ترتعد لها الفرائص وتخر لها الأذقان وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ: كلمة تذوب لها القلوب وتتصدع لها الأفئدة .. قال تعالى :
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
وقال تعالى : هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
نسخ .. يعني صورة طبق الأصل .. صورة للخلوات .. صورة لانتهاك المحرمات .. صورة للتجاوزات .. تسجيل دقيق صوت وصورة لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً .
وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً .............. فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً * وَيَصْلَى سَعِيراً * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً .
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ .. ياله من تحذير .. تكمن أهميته وخطورته .. في أنه من ملك الملوك ممن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .. يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ .. ذلك يوم التغابن يوم الحسرة والندامة .
عباد الله : سوف نقف على بعضِ مشاهدِ الحسرةِ في الأخرى لعل النفوسَ تستيقظُ وتخشعُ وتذلُ فتبادر إلى الحسنى، ليس هناك من أمر هو أشد دفعا للنفوس إلى فعل الخير من أمر الآخرة، وتذكر الوقوف بين يدي من له الأولى والآخرة، فكل ضعف وتقصير وتهاون .. من أسبابه الغفلة عن الآخرة .
إنه يوم الغبن والحسرة : وأيُ حسرةٍ أعظمُ من فواتِ رضى الله وجنته وأي غبن أكبر من أن ترى الفائزين فرحين مستبشرين يجنون ثمار صبرهم .. يجنون ثمار جهدهم .. يجنون ثمار طاعتهم .. لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وأنت ذليل منكس الرأس في رعب .. وخوف .. وقلق .. مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ .
إنه الغبن على أوقات ضاعت في لهو وعبث إنه الغبن :على اصدقاء السوء وسراق الأوقات الذين كنت تجالسهم ..سهر .. ولهو .. وغيبة .. ونميمة ..
إنها لحسرةُ عظيمةٌ في يومِ التغابن .. يعبر عنها المغبونون بعضِ الأيدي يومَ لا ينفعُ عضُ الأيدي كما قال ربي: ويومَ يعَضُ الظالم على يديه يقولُ يا ليتني اتخذتُ مع الرسولِ سبيلا ياويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا لقد أضلني عن الذكرِ بعد إذ جاءني وكان الشيطانُ للإنسانِ خذولا .
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ : إنه الغبن على التقصير في حفظ كتاب الله وتعلمه .. يوم ترى الحفاوة والتكريم لأهل القرآن .. حسرة على تركه وهجرانه بالأيام بل بالأسابيع وإن قريء فقراءة مكسرة سريعة .. مكسرة نطقا .. ومكسرة فهما .. وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
إنه الغبن .. على التقصير في حق الوالدين في حياتهم أو بعد مماتهم .. ندم على كل كلمة اغضبتهم وعلى كل سلوك آلمهم .. حسرة على كل فرصة مرت ولم تغتنمها في برهم والإحسان إليهم . خدمة .. ودعاء .. وصدقة .. يوم ترى أن بر الوالدين يرجح الكفه . ويدخل الجنة .
إنه الغبن إنها الحسرةُ بل حسرات، أنباءٌ مهولات... ونداماتٌ ,, وتأسفاتٌ ورد ذكرها في غير ما آية من الآيات .
إنه الغبن :على أعمالٍ صالحات: - شابتها الشوائبُ وكدرتها مُبطلاتُ الأعمالِ من رياءٍ وعُجبٍ ومنةٍ، فضاعت وصارت هباءً منثورا، في وقتٍ الإنسانُ فيهِ أشدُ ما يكونُ إلى حسنةٍ واحدةٍ:
وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ...وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
فكيفَ تقيكَ من بردٍ خيامٌ …… إذا كانت ممزقةَ الرواقِ
إنه الغبن على التفريطِ في طاعةِ الله : وتصرمِ العمرِ القصيرِ في اللهثِ وراء الدنيا حلالِها وحرامِها، والاغترارِ بزيفِها مع نسيانِ الآخرةِ وأهوالِها:
أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ.. أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ .. أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَمِنَ الْمُحْسِنِينَ
إنه الغبن على التفريطِ في النفسِ والأهل: لم تقم بواجبك تجاههم .. لم تأخذ على ايديهم وترشدهم .. لم تكن قدوة حسنة صالحة لهم ... ناموا عن الصلاة فرضيت .. قصروا في الحقوق والواجبات فما غضبت.. لبس مخالف .. وعادات مستوردة .. يسمعون ما يغضب الله فتقرهم .. ويشاهدون المنكرات وأنت معهم .. همك أكلهم وشربهم ولبسهم وما حققوا من الشهادات فقط .. ففقدتهم وخسرتهم مع نفسك ذلك هو الخزيُ والخسار والحسرةُ والغبن . قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسَهم وأهليهم يومَ القيامة، آلا ذلك هو الخسرانُ المبين. ..
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ .. إنها الحسرةُ على أعمالٍ صالحة: كان الأمل بعد اللهِ فيها، والاعتماد عليها .. ولكنها ذهبت في ذلك اليومِ العصيب إلى من تعديت حدودَ اللهِ فيهم فظلمتَهم في مالٍ أو دمٍ أو عرض، نصبت نفسك حكما على تصرفات الناس..واجزت لنفسك الغيبة والنميمة فكنتَ مفلساً حقا .. وقد خابَ من حمل ظلما فيأخذُ هذا من حسناتِك وهذا من حسناتك، ثم تفنى الحسنات فيطرحُ عليك من سيئاتِ من ظلمتَهم ثم تطرحُ في النار، وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ..
) وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ .. وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ .. فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ۖ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ (
اللهم سلم .. سلم .. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم السلامة .. اللهم سلمنا من الحسرات ومن الزفرات اللهم اجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون .. اللهم أجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .. اللهم أجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمدُ للهِ العَليمِ الخَبيرِ،السَّمِيع البَصِير،أحاطَ بِكُلِّ شيءٍ عِلمًا، وأَحصَى كُلَّ شَيءٍ عَددًا، لا إلهَ إلاَّ هُو إليهِ المَصيرُ، ونَشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ العَليُّ الكَبِيرُ، ونَشهَدُ أنَّ نبيَّنا مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسُولُهُ البَشِيرُ النَّذِيرُ والسِّرَاجُ المُنِيرُ،اللَّهمَّ صَلِّ وسلِّم وبَارِك عليهِ ، وعلى آله وصَحبِه وَمَنْ سارَ على نَهجِهم إلى يَومِ المَصيرِ.
عباد الله لا زلنا تستعرض بعض مشاهد الغبن والحسرات في يوم التغابن
حسرةُ الأتباعُ المقلدين لكلِ ناعق: يوم يتبرأ منهم من تبعوه بالباطل فلا ينفعهم ندم ولا حسرة: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ.. وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ : حسرة المستهزئين بالمتدينين والملتزمين .. مظهره .. لحيته .. ثوبه .. تدينه وتصيد عثراتهم واخطائهم وكأنهم ملائكة ليسوا بشرا .نحصي عليهم الحركات والسكنات .. وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ .. لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ : حسرة المفسدين في الأرض: الذينَ يصدون عن سبيلِ الله ويبغونها عوجا، حين يحملون أوزارَهم وأوزار الذين يضلونهم بغيرِ علم .. مفسدين بالترويج للأفكار الضالة والتسويق لها .. الكشف .. والتبرج .. والمساواة .. يتفاخرون بالتمرد على القيم والثوابت .. يفتون بغير علم .. يحلون ما حرم الله .. لا تسأل عن حالهم وحسرتهم وغبنهم حين : يَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ :الحسرةُ على أموالٍ جمعت من وجوه الله أعلم بها : الحسرة على البخل والشح .. وقلة العطاء والصدقة . يوم يرى المؤمنون كل في ظل صدقته إنها الحسرة والغبن عندما يرى المال الذي جمعه هو .. ويعذب فيه هو .. ينعم به غيره .. فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء
وحسرة أكبر: يومَ ينادي أهلُ النار أهل الجنةِ أن أفيضوا علينا من الماءِ أو مما رزقكم الله ... وحسرة أعظم : حين ينادي أهلُ النارِ مالكاً خازن النار: ليقضي علينا ربك .. قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحقِ ولكن أكثرَكم للحق كارهون
ومنتهى الحسرة ِ : حين ينادون ربَهم عز وجل ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فأنا ظالمون ... فيُجبَهم بعد مـدة: اخسئوا فيها ولا تكلمون .. فلا تسأل عن حالهم وخيبتهم ، لا ينبسون ببنت شفة وإنما هو الشهيق والزفير.
طال الزفيرُ فلم يُرحم تضرُعهم هيهاتَ لا رقة تغني ولا جزعُ
فيا حسرة المقصرين.ويا خجلة العاصين. لذات تمرٌ وتبعاتٌ تبقى. تريدون نيل الشهواتِ والحصولَ في الآخرةِ على الدرجات. جمع الأضدادِ غير ممكنٌ
ترجو النجاة ولم تسلك طريقتها ... إن السفينة لا تجري على اليبس
عباد الله في يومِ القيامة يبحثُ كلِ إنسان عن أي وسيلة مهما كانت ضعيفة لعلَها تصلُحُ لنجاته من غضبِ الله. ولذلك تكثُر المناقشاتُ والمحاورات بين الأباء والأبناء. والأزواج والزوجات. والكبار المتسلطين والصغار التابعين.
بين الأغنياء الجبارين والفقراء المنافقين. كل يحاول إلقاء التبعة على غيره، لكن حيث لا تنفع المحاورات ولا الخصومات ولا التنصل من التبعات، ثم لا يكون إلا الحسرات .......
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ .. لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۖ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ .. اللهم أجعلنا ممن سبقت لهم منك الحسنى وابعدنا عن النار وحسيسها .. اللهم آمن خوفنا يوم الفزع الأكبر .
هذا وصلوا على نبيكم محمد بن عبد الله فقد امركم الله بذلك في كتابه المبين فقال: (ان الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلي اله وصحبه وسلم وارض اللهم عن التابعين لهم بإحسان الي يوم الدين , وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا ارحم الراحمين , اللهم امنّا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم انصُر دينكَ وكتابك وسنةَ نبيك وعبادكَ المُؤمنين. اللهم أبرِم لهذه الأمة أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ طاعتك، ويُهدَى فيه أهلُ معصيتِك، ويُؤمَرُ فيه بالمعروف، ويُنهَى عن المُنكر يا سميع الدعاء . اللهم من أرادَ الإسلامَ والمسلمين بسوءٍ فأشغِله بنفسه، ورُدَّ كيدَه في نحرِهِ، واجعل دائرةَ السَّوءِ عليه يا رب العالمين. اللهم انصُر المُجاهدِين في سبيلك في كل مكانٍ ، اللهم اصلح أحوالَهم، واهزم عدوك وعدوَّهم.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى، وخُذ بيده إلى البرِّ والتقوى، اللهم وفِّقه لما فيه صلاحُ العباد والبلاد .
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون . أقم الصلاة
التعليقات