• ×

09:11 مساءً , الثلاثاء 1 يونيو 1446

العفو .. خطبة جمعة .. جامع قرية خفه / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 0  0  1141
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
 العفو .. خطبة جمعة .. جامع قرية خفه / حامد علي عبد الرحمن
الحمدُ لله نحمَدُهُ ونستعينُهُ ونستغفِرُهُ ونستهدِيهِ ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضل له ، ومنْ يُضْلِلْ فلَنْ تجدَ لهُ وليًا مُرشِدًا، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أنّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ ، صلّى اللهُ عليهِ وسلم .
أما بعد :
قال الله تعالى : ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾
وقال (صلى الله عليه وسلم):"من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة فيخيره من الحور العين ما شاء"..
وفي رواية أخرى : من كظم غيظه، وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً
أيها المسلمون : إن ما يتربع على عرش الأخلاق الفاضلة خلق العفو والصفح والتسامح بل لا يمكن أن تُدرك الأخلاق النبيلة بدون هذه الخصال ..
فطِيبُ النفس وحسنُ الظنّ بالآخرين وقَبول الاعتذار وإقالةُ العثرة وكَظم الغيظ والعفوُ عن الناس كلُّ ذلك يعَدّ من أهمِّ ما مقومات الأخلاق الفاضلة التي حث عليها الإسلام ومَن كانت هذه صفَته فهو خليقٌ بأن يكونَ من أهل العزَّة والرفعة؛ لأنَّ النبيَّ قال: وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلاَّ عِزًّا، وما تواضَعَ أحدٌ للهِ إلا رفعَه وما ما مِن عبدٍ ظُلِمَ بمظلمةٍ فيُغضِي عنها لله إلاَّ أعزَّه الله تعالى بها ونصَره .
أيها المؤمنون: إن العفو والصفح باب عظيم من أبواب الإحسان ؛ قال الله تعالى: ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾
وهو بابٌ عظيمٌ من أبواب نيل الرحمة والغفران ؛ قال الله تعالى : ﴿ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
وهو باب - لنيل عظيم الأجور وجزيل الثواب ؛ قال الله تعالى : ﴿ فَمَن عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾
وأهل العفو - عباد الله - هم الأقرب لتحقيق تقوى الله جل وعلا ؛ قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾
ولنا في صاحب الخلق العظيم أكبر قدوه حسنة ففي الحديث الذي رواه مسلم
عن عائشة - رضي الله عنها- أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد فقال: ( لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم قال فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وقد بعثني إليك لتأمرني بأمرك .. إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا) .
تأملوا حفظكم الله .. مطرود .. مهمل .. مكذب .. ومع ذلك .. لم يسمح لغضبه أن ينتصر ..
وعندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منتصرًا، جلس صلى الله عليه وسلم في المسجد، والمشركون ينظرون إليه، وقلوبهم مرتجفة خشية أن ينتقم منهم، أو يأخذ بالثأر قصاصًا عما صنعوا به وبأصحابه. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم.. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء ... ولما كُسِرت رُباعيته صلى الله عليه وسلم وشُجَ وجهه يوم أُحد، شَقَ ذلك على أصحابه، وقالوا: يا رسول الله ادعُ على المشركين، فأجاب أصحابه قائلاً لهم: إني لم أُبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة .. رواه مسلم .
وعن أنس- رضي الله عنه-قال: كنت أمشي مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه جبذةً شديدة فنظرت إلى صفحة عنقه اليمنى، وقد أثرت بها حاشية البردة من شدة جبذته، فقال: يا محمد! أعطني من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه النبي-صلى الله عليه وسلم- فابتسم ثم أمر له بعطاء.
ومما ينسب إلى الحسن بنُ علي-رضي الله تعالى عنهما أنه قال -: (لو أنَّ رجلاً شتَمني في أذني هذه واعتذر في أُذني الأخرَى لقبِلتُ عذرَه ، وقال جعفرُ الصادِق-رضي الله عنه -: "لأن أندمَ على العفوِ عشرين مرّةً أحبُّ إليَّ من أندَم على العقوبة مرة واحدة"(
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا إن بر عندك فيما قال أو فجرا
لقد أبرك من يرضيك ظاهره حتى وإن كان قد اغضبك مستترا
وممن اشتهر بالحلم الأحنف بن قيس .. ساد قومه بالعفو والحلم لم يسودهم بالتسلط والجبروت ولا بالمال ولا بالقوة .. فقط كان يعفو ويصفح .. قال ابن المبارك قيل للأحنف بم سودوك قال: ما نازعني أحد إلا أخذت أمري بأمور: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان دوني رفعت قدري عنه، وإن كان مثلي تفضلت عليه،
قِيلَ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ : مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ الْحِلْمَ ؟ قَالَ : مِنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ ، كنا نخْتَلَفْ إِلَيْهِ فِي الْحِلْمِ كَمَا نَخْتَلِفُ إِلَى الْفُقَهَاءِ فِي الْفِقْهِ . بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ وَهُوَ قَاعِدٌ بِفِنَائِهِ مُحْتَبٍ بِكِسَائِهِ ، أَتَتْهُ جَمَاعَةٌ فِيهِمْ مَقْتُولٌ وَمَكْتُوفٌ ، فَقَالَوا : هَذَا ابْنُكَ قَتَلَهُ ابْنُ أَخِيكِ . فَوَاللَّهِ ، مَا حَلَّ حَبْوَتَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ كَلَامِهِ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى ابْنٍ لَهُ فِي الْحاضرين ، فَقَالَ : قُمْ ، فَأَطْلِقْ عَنِ ابْنِ عَمِّكَ وَوَارِي أَخَاكَ ، وَاحْمِلْ إِلَى أُمِّهِ مِئَةً مِنَ الْإِبِلِ ، فَإِنَّهَا غَرِيبَةٌ .
عباد الله / الناس في مقام العفو أو عدمه أقسام ثلاثة : قسمٌ ينتقم ممن أساء إليه بأخذ حقه دون تجاوز ، وقسمٌ ينتقم ممن أساء إليه بظلمٍ وتجاوزٍ وتعدٍّ ، وقسمٌ ثالث يعفو ويصفح ؛ أما الأول فهو المقتصد ، وأما الثاني فهو الظالم لنفسه ولغيره ، وأما الثالث فهو السابق بالخيرات ، وقد جمع الله جل وعلا هذه الأقسام الثلاثة في قوله سبحانه (( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ((
اللهم أجلعنا ممن يعفوا ويصفح .. اللهم انزع من قلوبنا الغل والحقد والبغضاء اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا .. واصلح نياتنا وسدد أقولنا واعمالنا.. وألف بين قلوبنا .. واجعلنا هداة مهدين غير ضالين ولا مضلين اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ }
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الحمد لله العفو الرؤوف ، الحمد لله الغفور الرحيم ، الحمد لله الحليم العظيم ، أحمده سبحانه على ما اتصف به من صفات الجلال والإكرام، وأشكره على ما أسداه من جزيل الفضل والإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد :
- قال تعالى " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم . قال أنس رضي الله عنه : في قوله تعالى" ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" قال: هو الرجل يشتم الرجل فيقول له إن كنت كاذبا فغفر الله لك وإن كنت صادقا غفر الله لي.
قال : صلى الله عليه وسلم :"ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" وعن أبي هريرة رضي الله عنه : قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرني بأمر قال : لا تغضب ، فذهب ثم رجع وقال مرني بأمر قال لا تغضب .. كررها مرارا : فيقول له تغضب .
عباد الله :العفو هو من الصبر وإنما الصبر يكون عند الصدمة الأولى .. بمعنى أنه لا يجب أن نغضب ونتصرف بحماقة عند حدوث الإساءة ثم نندم بل يجب أن نضبط انفعالاتنا من اللاحظة الأولى هنا يكون التميز وتكون القوة الحقيقة .
جميل أن يتراجع الإنسان بعد الغضب ويعفو ويصفح .. ولكن الأجمل هو العفو ابتداء
أيها المؤمنون : العفو: من أسماء الله الحسنى، " إن الله كان عفوا غفورا " ومعناه: أنه كثير العفو .. والعفو: صفة من صفات الله تعالى، ولولا عفوه تعالى عن خلقه ما ترك على الأرض من دابة.. قال الله تعالى " ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة والعفو: هو خلق العظماء والسادة والأقوياء والكرام من الناس، وليس خلق الضعفاء والعاجزين منهم . هو يدل على قوة الشخص، وعلى سلامة النفس من الغل والحقد والحسد وعلى صفاء القلب ونقاء السريرة .
إن التحلي بالعفو يريح النفس ويزيد القلب طمانينة ورضى .. كما أنه يريح الأعصاب وهذا في فيه شفاء وسلامة من الضغط والتوتر والقلق . وليُعلم أن هناك علاقات وثيقة بين التسامح والعفو من جهة وبين السعادة والرضا من جهة ثانية، و أن أكثر الناس سعادة هم الذين يعفون عن الناس.
لا يحمل الحقد من تعلوا به الرتب .... ولا ينال العلا من طبعه الغضب
عباد الله : اعفو واصفو وتنازلوا وتسامحوا .. لا تحملّون الكلمات أكثر مما تحتمل ولا تبالغوا في تضخيم المواقف .. لا تجعلوا للشيطان إليكم سبيلا فتتقاطعوا بسبب كلمة أو موقف فهذا غاية ما يتمناه الشيطان .. واعملوا أن في الأخرين خيرا أيضا ليس هناك شر محظ ابحثوا عن الخير فيهم تجدوه .. ولا تتصيدوا الشر فتجدوه
ولتبدوا بالأقربين .. ازواجكم .. ابنائكم .. اخوانكم .. اقاربكم .. جيرانكم ..اصدقائكم
اعفوا واصفحوا وتسامحوا لا تحرموا أنفسكم من متعة عظيمة جدا .. هي متعة العفو والتسامح .. ففيها من السعادة ومن الراحة الشيء العجيب ..
يقول أحد الصالحين حبب إلي العفو حتى خشيت ألا أوجر عليه .
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ......
بلى يا ربنا نحب أن تغفر لنا .. اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا اللهم اجعلنا من أهل العفو والصفح ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا
هذا وصلوا على نبيكم محمد بن عبد الله فقد امركم الله بذلك في كتابه المبين فقال: (ان الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلي اله وصحبه وسلم وارض اللهم عن التابعين لهم بإحسان الي يوم الدين , وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا ارحم الراحمين , اللهم امنّا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم انصُر دينكَ وكتابك وسنةَ نبيك وعبادكَ المُؤمنين. اللهم أبرِم لهذه الأمة أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ طاعتك، ويُهدَى فيه أهلُ معصيتِك، ويُؤمَرُ فيه بالمعروف، ويُنهَى عن المُنكر يا سميع الدعاء . اللهم من أرادَ الإسلامَ والمسلمين بسوءٍ فأشغِله بنفسه، ورُدَّ كيدَه في نحرِهِ، واجعل دائرةَ السَّوءِ عليه يا رب العالمين. اللهم انصُر المُجاهدِين في سبيلك في كل مكانٍ ، اللهم اصلح أحوالَهم، واهزم عدوك وعدوَّهم.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى، وخُذ بيده إلى البرِّ والتقوى، اللهم وفِّقه لما فيه صلاحُ العباد والبلاد .
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون . أقم الصلاة

التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:11 مساءً الثلاثاء 1 يونيو 1446.