مسلّمات بديهية
خطاب
إلى العقل الشيعي
حامد علي عبد الرحمن
1434هـ
الإهداء
إلى الذين يبحثون عن الحقيقة والحقيقة فقط لا غير ....
أهدي هذه الرسالة
حامد الغامدي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد :
عندما ترى الغث يطغى على السمين ... عندما ترى الحق يتوارى والباطل يظهر ... عندما تنتشر المفاهيم الخاطئة انتشار النار في الهشيم ... عندما تشاهد أفكار ومذاهب وسلوكيات تتنافى مع أبسط قواعد العقل والمنطق عندها تحس بالألم .. تحس بالضيق .. تحس بالأسى ... تحس بالاشمئزاز .. وتتساءل !!!
أين يكمن الخطأ ؟ وكيف تبدأ تلك ( الأفكار ، المذاهب السلوكيات ) الشاذة ؟
لا يمكن أن تظهر تلك المفاهيم والأفكار الشاذة إلا في حالة توفر الشروط التالية :
ــ غياب العلم أو عدم فهمه ( الجهل ) .
ــ محاولة التطوير والتغيير بدون وعي أو فهم . وتلك المحاولة العاجزة ولعدم وجود العلم الحقيقي تضطر إلى الكذب والدجل واختلاق القصص لإيهام المتلقي بالعلم .
ــ وجود متلقي ساذج وجاهل يتلقى الفكرة ويعجب بها ويصدقها ويقلدها ويروج لها بدون تفكير . وهذا من أهم سبب انتشار البدعة .
أنظر إلى هذه المعادلة وهذا التسلسل .
مفهوم = قناعة = اعتقاد = سلوك
من أين تأتي المفاهيم ؟
باختصار شديد تأتي المفاهيم من المعلومات .
فإذ كانت المعلومات خاطئة لا شك أنها ستشكل مفهوم خاطئاً ومن ثم اعتقاد خاطئ ومن ثم سلوك خاطئ ، وليس هذا فحسب بل ذلك يؤدي إلى المنافحة والمدافعة عن ذلك المفهوم الخاطئ والترويج والتسويق له لأنه وصل إلى درجة الاعتقاد الجازم بأنه الصواب والحق .
وأصعب ما يكون أن تكون على خطأ وأنت لا تدرك ذلك وتحسب أنك على صواب
"قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) سورة الكهف
وأخطر ما يكون ذلك في العقيدة .... وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ... "
فعقيدة وفهم الأبوين عادة هو ما يكوّن الاعتقاد ومن ثم والسلوك فإذا كان فهم الأبوين قاصر أو خاطئ ورث ذلك الأبناء للأسف قال تعالى وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْكَـــــــــــانَ آبَاؤُهُـــــــمْ لَا يَعْقِلُـــــونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَــــــدُونَ" البقرة 170
وهذا يتضح جليا في المذاهب الزائغة ، كالشيعة الذين غالوا في حب آل البيت ورفعوهم فوق درجة البشر وكالصوفية الذين غالوا في حب الصالحين وجعلوهم ينفعون ويضرون من دون الله
وبعد :
هذه رسالة مختصرة استعرضت فيها بعض البديهيات والمسلمات التي غابت عن الكثير محاولا ذلك بالعقل والمنطق وهي محاولة لإبراء الذمة لأنه لا يسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي في وجود هذا المد العظيم وهذا النشاط الكبير لنشر وترويج الضلالة والبدعة ولا سيما إذا وصلت الأمور إلى العقيدة . فعندما تصل الأمور إلى هذا الحد فالتوضيح يعتبر واجبا على كل من يستطيع .
كذلك أخي الكريم حاول أنت أن تبري ذمتك بنشر هذه الرسالة أو المساعدة على نشرها واسأل الله العظيم أن لا يحرمك الأجر وأن يجعلها صدقة جارية لي ولك ولوالدينا.
ــ أول البديهيات والمسلمات : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير .. لا نكون مسلمين حقا حتى نقول هذه الكلمات ونعتقدها ... ورغم أن الله كرّم الإنسان غاية الكرم وجعل بابه مفتوح للجميع بشكل متساوي ولا يحتاج الوصول إليه إلى وسيط .. إلا أن البعض يصرعلى الوسيط وهو بذلك يرتكب خطأ كبير في حق نفسه وحق خالقه وذلك بالاستعانة والاستغاثة بغير الله سبحانه وتعالى ناسياً أو جاهلاً أن الله أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين وأنه يغضب جل وتبارك وتعالى عندما نسأل غيره يقول الله سبحانه وتعالى لنا: " أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" سورة غافر أية 60 والبعض يقول يا علي ... يا حسين ... يا فاطمة ... يا مهدي . يا عيسى ... يا مريم ... أليس هذا شرك ؟
قال تعالى ( أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ))الزمر
ــ من المسلمات التي لا يختلف عليها أحد : أننا طالما نحب الله وجب علينا بالضرورة حب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبالتالي حب أهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين وزوجاته اللواتي هن بنص القرآن أمهات المؤمنين وكذلك حب صحابته فالمسلم الذي يحب الله لا بد أن يحب كل ما يحبه الله ورسوله . وهذا مذهب أهل السنة فهم يحبون علياً كرّم الله وجهه ورضي الله عنه ويحبون فاطمة والحسن والحسين ويتقربون إلى الله بحبهم ولكنهم لا يغالون في حبهم برفعهم إلى درجة الإلوهية أو العصمة ولا يرفعونهم فوق مستوى البشر ولا يقولون عنهم أنهم ينفعون أو يضرون أو يعلمون الغيب ... هل يجوز أن نذكر ونحفل ونستغيث وندعو عليا أو الحسن أو الحسين أو فاطمة أكثر مما نذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بل أكثر مما نذكر خالقنا سبحانه وتعالى . أيُعقل ذلك ؟ ... لاحظ الحسينيات والأعياد والطقوس لاحظ ما يٌقال هناك .. من أولى بالمدح والثناء من أولى بالذكر ؟؟؟ إذا كان ولا بد لماذا لا يكون هناك محمديات وعلويات أو فاطميات لماذا لا نقيم لهم مأتم ؟ !!!!!!
ــــ متى ظهر المذهب الشيعي ؟ ظهر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنوات بل بعد وفاة علي ( لأن عليا لم يسمح بالمغالاة في حبه راجع كتب الشيعة ) بل أن هذا المذهب لم يظهر جليا إلا بعد وفاة الحسين رضي الله عنه ... فهل يُعقل أن نترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم ونتّبع مذهب لم يظهر إلا بعد وفاته بسنوات لاحظ أن أغلب أحاديثهم لا تصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل منسوبه إلى أئمتهم فقط فهي تنتهي إلى أبي عبد الله أو غيره من الأئمة أنظر كتاب الكافي للكليني . فهل نقارن كلام الأئمة بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم هذا إذا صحت نسبته أصلا إلى الأئمة ... أتدرون لماذا يبكي الشيعة وينتحبون ويقومون بجلد وتعذيب أنفسهم في ذكرى موت الحسين ؟ لتكفيرهم عن خطأهم الذي ارتكبوه والقصة كالتالي : آبائهم خذلوا عليا رضي الله عنه واستدعوا الحسين وخذلوه وتركوه يستشهد ذبيحا (لعن الله من قتله أو أعان على قتله ) ثم بعد موته صحت ضمائرهم وأحسوا بتأنيب الضمير لأنهم لم يدافعوا عنه ولم يقفوا بجانبه وأصبحوا كل عام يتذكرون الحادثة ويبكون ويعذبون أنفسهم كأنهم يعاقبون أنفسهم لتخليهم عنه رضي الله عنه كان ذلك فعل أجدادهم لأنهم قصّروا وورثها الأبناء تقليدا دون معرفة السبب فما ذنب الأبناء ولماذا هذا التقليد والتبعية ( هكذا وجدنا عليه آبائنا) . وهل تعذيبهم لأنفسهم ينفع أو يفيد ؟ .. مات النبي صلى الله عليه وسلم من قبله وهو أكرم وأفضل من الحسين ولم نرهم يبكون أو ينتحبون في ذكرى وفاته
ــ عندما تريد أن تنتقص من أحد أو تقلل من شأنه أو تهينه تتعرض بالسب والشتم لزوجته أو لأصحابه أو لمن يحب ... فالشيعة عندما ينتقصون أو يتّهمون أو يكفّرون أبي بكر وعمر رضي الله عنهم هم في الحقيقة ينتقصون من النبي صلى الله وعليه وسلم لأنه تزوج أبنت أبي بكر وتزوج أبنت عمر وكانوا جلسائه وأصحابه قال الله تعالى عن أبي بكر (( ثاني أثنين إذا هما في الغار إذا يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا (( سورة التوبة 40 ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم أنه ذكرهما بسوء فليحذر كل من يتكلم في زوجات النبي أو أصحابه فهو يسيء أولاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
هل ترضى أن تسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟
وهل تظن أن الله يخذل نبيه صلى الله عليه وسلم في أصحابه أو زوجاته ؟ . ثم إن عليا زوّج ابنته من عمر ، وعلي بن أبي طالب أشجع أهل زمانه لا يخاف في الله لومة لائم لو علم في عمر سوءاً أو أنه كافر لم يزوجه ولم يسمع ويطيع له بل لو علم كفره لحاربه وقاتله . بل إنه لم يرد عن عليا رضي الله عنه حتى في كتب الشيعة أنه قال كلمة سوء في عمر أو في أبي بكر . بل أنه من حبه لهما جعل أسماء بعض أبنائه بأسمائهما وكذلك فعل الحسن والحسين رضي الله عنهم جميعا..هل أئمة الشيعة أفضل من علي وأبنائه ؟ وهل عندهم علم أكثر من علمهم ؟.
ــ القرآن نزل بلسان عربي فصيح والنبي صلى الله عليه وسلم عربي وعلي بن أبي طالب وأبنائه عرب لماذا أكثر الشيعة ليسوا عرب ؟ وهل من المعقول أن نأخذ عنهم ديننا رغم لسانهم الأعجمي ؟ ...
أين ينتشر المذهب الشيعي بكثرة ؟ أليس في إيران ..... ومن إمامهم ؟ أليس الخمائني .... يقول أحد الذين هداهم الله ورجع عن التشيع وألّف كتاب عظيم أسماه لله ثم للتاريخ ينبغي أن تطّلع عليه ، أكتب العنوان في قوقل فقط يقول : عرفت أن عشيرتي كانت على مذهب أهل السنة والجماعة ولكن قبل حوالي 150 سنة جاء من إيران بعض دعاة التشيع إلى جنوب العراق فاتصلوا ببعض رؤساء العشائر واستغلوا طيب قلوبهم وقلة علمهم فخدعوهم بزخرف القول فكان ذلك سبب دخولهم في المنهج الشيعي هناك الكثير من العشائر والبطون تشيعت بهذه الطريقة بعد أن كانت على مذهب أهل السنة " انتهى كلامه ومن الثابت عندهم أن قائمهم المزعوم إذا رجع أو خرج سوف يضع سيفه في العرب فلماذا العرب بالذات يا ترى ؟
ــ عاتب الله جل وتبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن كقصته مع الأعمى وكقوله في سورة الأحزاب : (وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ) وهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم بشر ولذلك لا عليا ولا الحسن ولا الحسين معصومين ولا يعلمون الغيب ولا يضرون ولا ينفعون إنهم ليسوا فوق البشر ... لا يستطيع أحد من الشيعة أن يفسر لماذا تنازل الحسن بالخلافة لمعاوية رغم أنهم يقولون بكفر معاوية .. هل هو ضعف منه رضي الله عنه حتى يتنازل لكافر ؟ حاشا وكلا ... ثم جاء بعده أخوه الحسين وطالب بالخلافة ولو كان يعلم الغيب رضي الله عنه ما كان صدّق الذين خذلوه ووعدوه بالنصرة ثم تخلوا عنه ولو كان علم أنه سيُقتل ما كان سافر بأهله وولده ... موقف الحسن من الخلافة متناقض مع موقف الحسين .. فمن منهم على خطأ ؟ ومن منهم على صواب ؟ لا يستطيع أحد من الشيعة الرد على ذلك ( وكل الردود هشة غير منطقية ) ، فإقرار فعل الحسن ينفي كفر معاوية وهذا مخالف لمذهبهم وتخطئته ينفي عنه العصمة وهذا أيضا مخالف لمذهبهم أما عند أهل السنة فكلاهما مجتهد وكلاهما على صواب ، الحسن حقن دماء المسلمين وله أجر عظيم بذلك والحسين طالب بالخلافة وهو أحق بها ... والحسن والحسين أئمة عظماء وعلماء وأولياء نحبهم ونتقرب بحبهم إلى الله ولكنهم يبقون بمنزلة البشر .
ــ بخلاف الطقوس والأعياد وما يحدث فيها من مخالفات لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ( لطم وأذكار .. الخ) هناك عبادات وممارسات للشيعة تتنافى مع أبسط قواعد الأخلاق ومن ذلك زواج المتعة والذي يتنافى مع الفطرة السليمة ولا يقبله على أهله إلا ديوث منعدم الرجولة ، ما معنى أن تتنقل المرأة من حضن إلى حضن وربما يحدث ذلك في أقل من الشهر الواحد أليست دعارة منظمة إنه امتهان لكرامة المرأة ... وحتى الطفلة الصغيرة لم تسلم من ذلك استحلوا طفولتها وانتهكوا براءتها أجازوا الاستمتاع بها ... وأكثر من يتمتع للأسف أئمتهم وببنات غيرهم من عوام الشيعة السذج .
ــ الخمس وهو أكل أموال الناس بالباطل ... الخمس عندنا في ديننا الإسلامي الحنيف خاص بغنائم الحرب أما المسلم العادي لا يجب عليه إلا زكاة ماله وهي جزء بسيط جدا جدا من ماله يخرجه إذا حال عليه الحول ويخرجه للفقراء والمساكين لا للائمة والعلماء وهذا من عظمة الدين الإسلامي الحنيف لضمان سد احتياجات الفقراء والمساكين .
ــ التقية وما أدراك ما التقية ... عندنا في الإسلام الكذب محرم ... وعند الشيعة الكذب من صميم مذهبهم أتدري معنى التقية .. أن تقول مالا تعتقد وتظهر ما لا تضمر ... أكذب تقية .. أخدع تقية ... نافق تقية ... غيّر الحقائق تقية ... قل ما تشاء كذّب كما تشاء ثم قل تقية ... هل يُعقل ذلك ؟ وكيف تثق فيهم وكيف نستطيع أن نفرق بين تقيتهم وصدقهم ؟ أليست التقوى لله أصلاً ؟ كيف أصبحت للبشر ؟ استغلوا قوله تعالى: (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )) وقوله تعالى : ((إلا أن تتقوا منهم تقاة )) فسروا هذه الآيات خطأ واستغلوها أبشع الاستغلال ولو كانت التقية جائزة على الإطلاق لفعلها الحسين رضي الله عنه وقال بها للذين قتلوه حتى يسلم من القتل.
ــ من الشبهات التي يتبجح بها بعض الشيعة ويعتبرونها دليل على كفر الصحابة ... موقفهم يوم الحديبية .. والحقيقة في ذلك أن تردد الصحابة في تنفيذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عصياناً أو مخالفة أو كفر لا سمح الله وإنما كان تردد لحظي سرعان ما نفّذوا الأمر وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه واحد منهم فينطبق عليه ما ينطبق عليهم سواء من خطأ أو صواب فلماذا نستثنيه ؟ ... والسبب الحقيقي الذي جعل الصحابة يترددون في قبول الصلح ويراجعون ويجادلون النبي صلى الله عليه وسلم ويطالبون بالاستمرار والقتال هو شجاعتهم وإقدامهم وحبهم لله ورسوله ورغبتهم في أن يكون الإسلام عزيز وأن تكون المعاهدة منصفة . رضي الله عنهم جميعا
ــ وأيضا : يقولون بكفر الصحابة لأنهم تأخروا في تنفيذ أمره صلى الله عليه وسلم في مرضه قبل موته بأيام عندما قال أتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ... فنقول لهم أيضا لم يكن تأخرهم إلا لحظي بسبب مرض النبي صلى الله عليهم وسلم ولأنه لم يوجه خطابه لأحد منهم بعينه وتنازعوا في ذلك فقال أخرجوا عني ... والذي يظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم خاف وخشي أن يختلط ما يكتبه بالقرآن ولذلك غير رأيه ولم يكتب لهم كتابا . أسألكم بالله العظيم لو كان ما سيكتبه مهم جدا وعظيم كما يقولون ولا يكتمل الدين إلا به ، هل كان سوف يسمع كلام عمر أو غيره من الصحابة لو اعترضوا ... وهل النبي يخشى أحد غير الله ؟ ... من يقل بذلك يتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم تبليغ رسالة ربه ... أيضا لم يمت النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد أربعة أيام من الحادثة خلالها خرج وخطب في الناس وأمر بإنفاذ سرية أسامة رغم اعتراض البعض . لماذا لم يعيد الطلب مرة ثانية ويكتب لهم كتاب لو كان الأمر مهم ( طبعا الشيعة يقولون أنه أراد أن يكتب بالخلافة والإمامة لعلي ولكن الصحابة منعوه ) ... هل يُعقل أن أحد يستطيع أن يمنع رسول الله من تبليغ رسالته ... وفي هذه المواقف وفي غيرها نحن لا نقول بعصمة الصحابة إنما هم بشر يخطئون ويصيبون .
ــ أما عن : غدير خم وقول النبي صلى الله عليه وسلم : من كنت مولاه فعليا مولاه .... اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ... أهل السنة لا ينكرون ولاية عليا رضي الله عنه ...قال تعالى : "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض" فعليا عندنا إمام وولي نحبه ونتقرب بحبه إلى الله وهو عندنا مرجع في الحديث وفي الفقه لأنه أخذ علمه عن النبي صلى الله عليه وسلم ... وكذلك أغلب الصحابة رضوان الله عليهم جميعا ... وهو عندنا الخليفة الرابع وأحق من معاوية بالخلافة والذي حدث بينهما ما هو إلا فتنة كبيرة لسبب يعلمه الله وليس من الحكمة الخوض فيها وتكفير أحد أو الحكم عليه بجنة أو نار فذلك لله وحده ...
ومن ناحية أخرى أين نص الخلافة في الحديث لو كان المراد به الخلافة لوجب أن يُبلّغ هذا الأمر بشكل واضح علناً .. وكلنا نعرف أن الواقعة كانت بعد الحج مباشر فلماذا لم يقل ذلك في اجتماع الناس في الحج ... وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم ماقاله عن عليا عرضا بعد ما لمس موقف بعض الصحابة من عليا وكلامهم فيه لأنه عاملهم بغلظة لأنهم تصرفوا في أموال الزكاة فلم تعجبهم خشونته فتكلموا فيه ... فأراد صلى الله عليه وسلم أن يبين مكانة عليا وفضله وأنه على حق .. ونحن لا ننكر مكانته وفضله ... و والله لا يكره عليا إلا منافق كافر .
ــ لماذا تخلى عليا عن الخلافة ولم يطالب بها طالما تكلف بها بشكل مباشر من الله ورسوله ... وماذا يعني عدم تحقيق ذلك على أرض الواقع ؟ هل هو أنسحب ؟ هل الله لم ينصره؟ حاشا وكلا . لو أراد الله ذلك لتحقق ؟ وأيضا لم نرى أبي بكر وعمر وعثمان بنو القصور أو كنزوا الذهب والفضة... ولم نرهم يورّثونها لأولادهم .. وهذا أكبر رد على من يتهمهم أو يشكك في إخلاصهم .
ــ المهدي عند أهل السنة رجل يولد في آخر الزمان يمتد نسبه إلى علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يواطئ أسمه أسم النبي صلى الله عليه وسلم رجل صالح يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا .. إذاً المهدي عندنا إنسان طبيعي صالح يبايعونه الناس بالإمامة ويمتد نسبه إلى أهل البيت رضي الله عنهم وهذا يتفق مع العقل والمنطق ... بينما المهدي عند الشيعة رجل مولود قبل مئات السنين متهرب من مسئولياته .... يظهر ما بين الحين والآخر للمراجع الشيعية فقط أو لعله مسجون في السرداب أو في مكان أخر ... ولذلك الشيعة دائما يكررون (عجّل الله فرجه ) .. أيُعقل ذلك ... إذا كان مولود فعلا ما الحكمة من عدم خروجه إلى الآن ... ألم يخطر ببالكم ولو للحظة أنها اجتهاد خاطئ أو كذبه صنعها البعض لاستغلال السذج لجمع الأموال ولا سيما وأنه لا يوجد في كتب الشيعة المعتبرة أي حديث ينسب إلى أبي عبد الله لا عن السرداب ولا عن الغيبة.
ــ كربلاء .... كرب وبلاء ...المنطق والعقل يقول أن الإنسان يكره ويتشاءم من المكان الذين كان مصدر بؤس أو شقا له أو لمن يحب ... بينما الشيعة يقدسون المكان الذي قٌتل وذُبح وعُذب فيه الحسين ...أي تناقض هذا ؟؟ إذا كان قصدهم زيارة قبر الحسين فالزيارة شيء وتقديس المكان والزمان الذي قُتل فيه شيء أخر ... المنطق يقول : أن المكان الذي قُتل فيه الحسين مكان مشئوم وليس مقدسا بل لا يضاهيه مكان على وجه الأرض بالشؤم . كيف جعلوه مقدسا حتى تربته مقدسة بل وضعوا أحاديث عن عظمة كربلاء ورفعوها إلى مكانة بيت الله الحرام ولو كان كذلك لكان زارها النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه أو حتى حث على زيارتها . فالمكان موجود من زمن النبي صلى الله عليه وسلم لماذا لم يزره وقد زار بيت المقدس .
ــ الوضوء وهذا نقطة خلاف كبيرة مع الشيعة ، فالبعض أخذ بالآية الكريمة : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ....(( المائدة دون النظر إلى تفسيرها وإلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيبتدئون بغسل الوجهة مباشرة ثم اليدين من المرافق ثم مسح الرأس ثم مسح الأرجل
نقول لهم في ذلك : لو أننا أخذنا بالقرآن الكريم فقط لم نعرف عدد الركعات ولا عدد الصلوات ولا مواعيدها فنحن نعتمد على سنة النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن . وإذا لم تتفقوا معنا في هذه النقطة فأعلمونا من أين أتيتم بعدد الصلوات ومواعيدها وركعاتها . فهي ليست مذكورة في القرآن بهذا التفصيل .
أمّا تفسير ذلك عند أهل اللغة فهم يعطفون الأرجل على الأيدي والوجه وإنما قدم مسح الرأس للتّرتيب ولذلك تُقرأ أرجلَكم بالفتح وطالما الأرجل معطوفة على الوجه واليدين فيعني ذلك الغسل وليس المسح هذا من ناحية اللغة أما من ناحية السنة والعقل والمنطق : كيف يبدأ الإنسان بغسل وجهه قبل أن يغسل كفيه ؟ وعادة ما تكون الكفين أكثر عرضة لالتقاط الأوساخ والجراثيم . وإذا قالوا بغسل الكفين قبل الوجه لم يلتزموا بنص الآية . أي فهم هذا ؟
أما وضوء أهل السنة ففيه إعجاز صحي ابتداء من غسل الكفين مرورا بالمضمضمة والاستنشاق ودورها في تنظيف الفم والأنف وانتهاء بغسل القدمين .. تأمل ما تفرزه بطون الأقدام ... تأمل رائحتها وخاصة مع لبس الجوارب ... إن غسلها ونظافتها أكثر من مرة في اليوم يقتل الجراثيم ويبعد الرائحة النتنة ... لا يتخيل عاقل نظافة القدمين بمجرد المسح من فوقها بدون غسل . كيف يستطيع الإنسان مقابلة ربه برائحة أقدام نتنه هذا غير إزعاج المصلين بالرائحة النتنة في صلاة الجماعة .
أيضا صلى عليا والحسن والحسين وراء أبي بكر وعمر ولفترات طويلة هل يرضى عليا أن يصلي وراء شخص لا يحسن وضوءه ؟ ... هل يعقل ذلك ؟ ألا يسعكم ما وسعه رضي الله عنه . الصلاة وراء المفضول جائزة ولكن لا يجوز الصلاة وراء المبتدع بالمنطق والعقل والإجماع فإذا كان أبي بكر مبتدع لم تجز صلاة عليا وراءه
ـــ هل يعقل أن يبعث الله النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسمح باختفاء جزء من القرآن إلى مئات السنين . ما فائدة ذلك وما فائدة بعث النبي إذاً ... إن من يقول بنقص القرآن لا يحترم عقولنا بل ليس له عقل ولا دين لأن الله تعهد بحفظ القرآن ولن يسمح لأحد كائن من كان بتخبئته أو العبث به .
وإذا كان عليا رضي الله عنه خبئه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لماذا لم يخرجه في زمن خلافته رضي الله عنه وهل المهدي المنتظر الذي لديه المصحف المزعوم أعظم وأحق من عليا أو من الحسن والحسين . وهل من المعقول أن يترك البشر ألف وأربعمائة سنة في ضلال .
ــ أخيرا أخي / أختي الكريمين : هذا غيض من فيض وقليل من كثير فالمخالفات كثيرة لا يمكن حصرها في هذه الرسالة المختصرة ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ومن السوار ما أحاط المعصم واللبيب بالإشارة يفهم ... يجب أن تقف وقفة صادقة مع نفسك ... تعيد قراءة التاريخ .. والكتب .. والأحاديث الواردة ومدى صحتها .. لا تصدق كل ما قيل لك عن أهل السنة وأنهم ناصبوا عليا وأولاده العداء فأهل السنة يحبون عليا ويحبون أولاده ويتقربون إلى الله بحبهم ولكنهم لا يرفعونهم إلى درجة النفع والضر وعلم الغيب فكل ذلك لله وحده لا شريك له . لا يدفعك حبك لأهل البيت أن تشركهم مع الله في تصريف الأمور والنفع والضر كما فعل النصارى مع المسيح .
تأكد قبل أن تحكم على مذهب أهل السنة فهناك قضايا نُسبت إلى أهل السنة زورا وبهتانا تأكد قبل أن تحكم على أي قضية ... وهناك قضايا خلافية وقضايا لم يقل بها إلا شواذ لا يمثلون أهل السنة .
أهل السنة لا يوجد عندهم إلا كتاب واحد فقط صحيح كامل هو القرآن الكريم أما بقية الكتب فمهما بلغت من الصحة فهي قابلة للأخذ والرد والجرح والتعديل ومنها البخاري ومسلم . أيضا لا يوجد عندهم إمام معصوم وكل شخص يؤخذ من كلامه ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، أيضا الوصول إلى الله لا يحتاج إلى وسيط أو ولي كلنا نستطيع أن نصل إلى الله وبنفس تكافؤ الفرص وهذا من عدل الخالق سبحانه وتعالى فمن يذنب يستغفر الله وحده ومن يستغيث يستغيث الله وحده .
ختاما :الحكمة ضالة المسلم أنا أثق في رجاحة عقلك . لا تسير معصوب العين مسلوب الإدارة
قال تعالى : ((وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا )) ... لا تأخذك العزة بالإثم ... وليكن خوفك من الله أكبر من خوفك من المجتمع . كن قويا وتمرد على حالة التبعية المقيتة المخجلة .
كتبها / حامد علي عبد الرحمن الغامدي
للاستفسار أو النقاش أو المزيد حول النقاط السابقة
hamedalkateb@hotmail.com
التعليقات