سطوة العقدة النفسية وهيمنة اللاوعي واستحواذ العقل الباطن / حامد علي عبد الرحمن .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
لا شك أن المقالة الجيدة هي تلك المقالة التي بعد أن تقرأها تعيد قراءتها .. وبعد أن تعيد قراءتها تتمنى أن يقرأها من تحب ..
مقالتي هذه ..
لماذا أكتبها ؟ لست أعلم .. ربما شهية الكتابة وألق البوح .. وربما ضغوط الأفكار المتراكمة في أقبية الذات التي تشكلت كنتيجة حتمية لعشرات الكتب والمقالات التي قرأت .. والتي تبحث عن منفس .. وربما ضجيج التداعيات حين تنثال .. ربما هذا وربما ذاك ولكن المؤكد .. أن السبب الرئيس لهذه الحماسة في الكتابة في هذا الموضوع بالذات هو كلام ذلك الشاب الذي جمعتني به أقدار الله في إحدى المناسبة .. اتصل علي بعدها بأيام يشكرني ويدعو لي .. على ماذا لست أعلم بالضبط .. يقول : ((وينك عني من زمان )) . لقد غيرت كلماتك تلك الليلة حياتي بالكامل .. أي كلمات وأي ليلة .. حاولت أن استرجع بعد أن ذكرني .
لا أذكر بالتفصيل ما حدث كل الذي أذكره أنني جلست تلك الليلة في زاوية أنا ومجموعة من الأصدقاء نتجاذب أطراف الحديث كان حديثا عاديا وكان بيننا شاب قليل الكلام كان ينصت باهتمام بالغ وكنت ألحظ تركيزه معي .. أذكر أنني تحدثت عن العقدة النفسية أنواعها وأسبابها وكيف تتشكل وطريقة التغلب عليها .. وركزت على الرهاب بصفة خاصة وضربت بعض الأمثلة . اتذكر أيضا أنني تحدثت بشكل بسيط جدا وبدون تكلف وبعيدا عن مصطلحات علم النفس وتعقيداتها
أتضح إن الشاب كان يعيش معاناة كبيرة .. كان يحترق من الداخل دون أن يشعر به أحد .. يحس بغربة قاتلة وصراع داخلي مخيف . ورغم أنه كان يحمل شهادة عالية ويعمل في وظيفة مرموقة . إلا أنه كان يعاني من إشكالات نفسية سلبته الاستقرار ..
الحقيقة أن مكالمته وكلامه أشعرتني بنوع من الرضى العميق .. والسعادة العجيبة ..
إنه توفيق كبير ونعمة كبيرة أن يجعلك الله سببا في تخفيف الآم الناس .. بل إنها مشاعر لا توصف ..
بعد كلامه بدأت فكرة الكتابة في هذا الموضوع تلح عليّ وأضحت هاجسا ورغم ضيق الوقت وتزاحم المشاغل وعدم فراغ الذهن إلا أنني قررت أن أكتب .. لثقتي أن هناك الكثيرين مثل ذلك الشاب يعانون في صمت .. ويحتاجون إلى من يخفف عنهم .
نرجع إلى موضوعنا .. واعتذر عن الاستطراد في قصتي مع الشاب .
الكثير منّا -إن لم يكن الجميع- عانى أو يعاني من إشكالات نفسية تنغص عليه حياته .. وعندما نقول إشكالا نفسيا لا نقصد بالضرورة أن يكون الشخص مريضا نفسيا أو مجنونا كما يتبادر إلى ذهن الأغلبية من الناس وخاصة العوام منهم ... الكثير .. يعيش العقدة ويعاني منها ومن سطوتها .. أحيانا يعلم ويدرك أنه غير طبيعي.. وأحيانا لا يعلم . وربما تسبب في الكثير من الألم والتعاسة لنفسه أو لغيره بقصد أو بدون قصد ..
من أمثلة ذلك .. القلق .. الشك .. التوتر .. الخوف غير المبرر .. مقابلة الجمهور أو الظلام .. أو الوحدة .. الخ
وقبل أن نخوض في التفاصيل .. دعونا نتحدث عن تعريف العقدة النفسية .
أنقل هذا التعريف من باب العلم ولي تعريف بسيط أضيفه بعد إيراد التعريف المتعارف عليها في علم النفس .
تُعرّف العقدة النفسية بأنها فكرة أو مجموعة من الأفكار التي تؤثر على انفعالات الإنسان وسلوكه وتوصف بكونها استعداد لاشعوري وفي العادة لا ينتبه الفرد الى وجودها ولا يعرف منشأها أو أصلها ويكون كل ما يشعر به هو آثار هذه العقدة في شعوره وسلوكه ، ومن هذه الآثار القلق الذي يغشاه او الشكوك التي تنتابه وما يصحبها من اضطرابات جسمية ونفسية
وقد وضع علماء النفس تصورا للنفس الإنسانية بأنها ترضخ تحت مصدرين للمعلومات والأوامر .. العقل الواعي الذى يتعامل مع حقائق الحياة ويخضع لسيطرتنا وإرادتنا ، والعقل اللاواعي أو العقل الباطن الذى يحتوى علي أشياء كثيرة لا نعلم عنها شيئاً في الأصول المعتادة .. منها الرغبات المكبوتة والانفعالات الداخلية وقوى تتصارع مع بعضها البعض بداخلنا .. فالعقدة النفسية هي إذن مجموعة من المشاعر والانفعالات الداخلية تعبر عن احتياجات وغرائز متشابكة قد تنشأ من المبالغة في طلب بعض الرغبات بصورة قد تؤدى إلى الخروج عن الوضع الطبيعي .
والعقدة النفسية هي أيضا نتيجة مواقف مخزونة في العقل الباطن توجه وتؤثر على أفكارنا وسلوكنا ومشاعرنا .
أضيفوا إلى ذلك هذا التعريف البسيط الذي توصلت إليه للعقدة النفسية أو المرض النفسي .
هو تجاوز الحد الطبيعي في الأفكار والمشاعر والسلوك سواء كان زيادة أو نقصا .. طبعا هذا التعريف يطرح الكثير من التساؤلات فأحيانا يكون التجاوز إيجابيا وذلك ينتج لنا عقد أسميتها عقد حميدة إذا صح التعبير .. سوف أتطرق لها بالتفصيل .. وايضا ما هو الحد الطبيعي وكيف نعرفه . ولكن قبل ذلك دعوني أضرب أمثله للتعريف السابق حتى تتضح الرؤية أكثر لهذا التعريف .
الخوف .. ظاهرة طبيعية .. إذا زاد عن حده الطبيعي يصل بالإنسان إلى مرحلة يسمونها في علم النفس الرهاب .
والشك إذا زاد عن وضعه الطبيعي يصل بالشخص إلى ما يسمى بالوسواس القهري
وكذلك القلق .. والحياء .. كلها ظواهر طبيعية .. وأي منها أو من غيرها حتى في الأشياء الجيدة والمندوب إليه أحيانا .. كالشجاعة مثلا إذا زادت وصلت إلى التهور .. كل ذلك إذا زاد أو نقص بحيث أصبح له تأثير سلبي على علاقات الإنسان الاجتماعية وعلى حياته إجمالا سواء الخاصة أو العامة أو عرّض حياته أو حياة أحد غيره للخطر .. عندها نستطيع أن نقول أن هذا الشخص غير طبيعي أو مريض أو معقد نفسياً
والأمراض النفسية نوعان ..
نوع يكون منشؤه نفسي بحت .. وهذا ما سوف نستطرد في الحديث عنه
ونوع أخر يكون منشؤة بسبب مرض عضوي نتيجة حادث أو إصابة مباشرة أو نقص أو زيادة في إفرازات هرمونات الجسم وغدده .. وهذا النوع في العادة يحتاج إلى عقاقير وأدوية وهذا يستدعي مراجعة الأطباء المتخصصين والمستشفيات. ليس مجال حديثنا .
هنا سؤال أراه ضروري لتوضيح الصورة أكثر ..
منهم المعرضون للإصابة بالعقدة النفسية ؟
أكثر من يصاب بالأمراض النفسية هم قليلو الثقافة والاطّلاع عموما .. أنا اتكلم عن العقدة التي منشأها نفسي بحت ..
كيف ذلك ؟
الإنسان المثقف المطّلع هو الذي يدرك متى تجاوز الوضع الطبيعي وانتقل إلى المرحلة العقدية وعندها يبدأ في مراجعة حساباته ويحاول الخروج من تلك المرحلة . إن قدر بذاته فحسن وجميل وإن لم يستطع .. فيرجع إلى من يساعده في الخروج من ذلك .. بالاستشارة والسؤال أو بمراجعة المتخصصين إذا لزم الأمر ..
أما الإنسان الجاهل فيعيش العقدة وتعاستها .. دون إدراك .. وربما يتألم ويتسبب في الكثير من الألم لغيره دون أن يشعر .. والمصيبة الأكبر تكمن في إحساس الشخص بأنه طبيعي أو أنه على حق .. وأن غيره هو المخطئ
ولذلك أول مراحل العلاج .. تكمن في ضرورة إدراك الشخص لحالته واعترافه بأنه خرج عن الوضع الطبيعي وتجاوزه .
أيضا هنا سؤال مهم جدا ..
ما هو السلوك الطبيعي السويّ ؟ :
ليس من السهولة بمكان تعريف السلوك الطبيعي فهو متغير ونسبي إلى حدا ما .. فهو يختلف من مجتمع إلى مجتمع ومن ثقافة إلى ثقافة .
وقد اجتهد علماء النفس في وضع معايير لتحديد ذلك منها المعيار الذاتي .. والمعيار الاجتماعي .. والمعيار المثالي .. .. إلخ
سوف اذكر لكم باختصار بعض الصفات التي يجب أن تتوفر في الإنسان الطبيعي :
منها الواقعية وفهم المحيط والتحرر من الصراعات الداخلية والقدرة على مواجهة الضغوط النفسية بفاعلية وأن يكون لديه القدرة على تحقيق التوازن بين مصالحه الشخصية ومصالح الآخرين .. والقدرة على ضبط انفعالاته السلبية (غضب، تعصب، خوف، قلق ،) القدرة على البت في الأمور واتخاذ القرار، وان يكون لديه طاقة ورغبة في العمل ،
ونأتي هنا للسؤال الأهم ..
متى تعرف أنك تجاوزت الوضع الطبيعي :
الجواب : قارن سلوكك مع بقية أفراد المجتمع .. ولا تختر نماذج متميزة عالية الأداء للمقارنة . وكن صادقا وصريحا مع نفسك .. إن رأيت إن عندك قصور أو عجز فابدأ في مراجعة حساباتك .... مثلا ..
إذا كنت تخاف خوفا مبالغا فيه من أشياء لا يخاف الناس عادة منها . مثل الاماكن المغلقة أو المرتفعة أو الظلام ..أو مقابلة الجمهور والناس
ملاحظة : نقصد بالخوف غير الطبيعي هو ذلك الخوف الذي يوصّل إلى شل حركة الجسم أو تغير واضح في إفراز هرموناته .
من الأمثلة أيضا :
إذا كنت تشك شكا مفرطا .. ( الوسواس القهري ) .. سواء في سلوك الآخرين أو سلوكك أنت .. كأن تكرر غسيل أحد اعضائك مرات عديدة عند الوضوء .. أو تتأكد من إغلاق الباب مرات ومرات .
الصعوبة في الوضع كما أشرنا أن الحالة النفسية تؤثر تأثيراً مباشراً على الجسم .. فيحمر الوجه جدا عند الخجل .. ويصعب الكلام أحيانا . بل وتصعب الحركة .. وتزيد ضربات القلب وتتسارع .. وذلك نتيجة إفرازات الغدد .
وهذا ما يجعل من العقدة النفسية كابوساً ثقيلاً جدا على من يصاب بها .
العلاج :
أذكّر فقط : نحن نتكلم عن العقد النفسية التي منشأها نفسي بحت ..
العلاج .. جدا بسيط ... وهو في نفس الوقت .. جدا معقد .. كيف ؟
العلاج لا بد أن يتناسب مع الحالة .. فهناك عقدة بسيطة جدا وعادة تمر بسلام ويستطيع صاحبها تخطي المرحلة ومعالجة نفسه بمفرده وربما لا يشعر به أحد . بل إن هناك عقد لا تحتاج حتى للعلاج .
أيضا العلاج - وهذا ضروري جدا- .. لا بد أن يتناسب مع ثقافة المريض ولذلك أنا أنصح وبشدة الأشخاص الذي يرغبون في علاج أنفسهم بأنفسهم ويرغبون في الخروج من الحالة .. عليهم بزيادة ثقافاتهم .. عليهم بالقراءة .. عليهم بتوسيع مداركهم ..
أنا هنا سوف أضع قواعد عامة تساعد بحول الله في الخروج من سطوة العقدة والتخلص من جميع الأفكار السلبية . وأقول قواعد عامة لأنه من الصعوبة بمكان بل من المستحيل تتبع كل الحالات .. كل حالة لها اسبابها الخاصة .. نصائح مجملة تفي بالغرض إن شاء الله لأن أغلب العقد تلتقي في الغالب في بعض النقاط .
قبل النصائح خذ هذه الحقيقة التي سوف تريحك كثيرا ... أنت لست الوحيد الذي يعاني من مشكلة نفسية .. كل البشر تقريبا .. لديهم مشكلات نفسية .. لا يخلوا أحد أبدا ..
ذهب أحدهم إلى عالم كبير بعد أن شك أنه مجنون يبحث عن العلاج يشكو من أفكار غريبة وشاذة تراوده .. فقال له العالم هل تخبر بها أحداً أو تصرح بها .. قال .. لا .. قال العالم :هذا هو الفرق بينك وبين المجنون
إذاً أنت طبيعي حتى بمشكلتك .. واضطراباتك .. فقط تعلم كيف تسيطر عليها وتروضها .. إن أكبر الكتّاب العالميين والروائيين على وجه الخصوص كانوا يعانون من أمراض نفسيه . وقد طرح أحدهم على الكاتب الفرنسي الكبير أندريه موروا هذا السؤال : هل جميع الروائيين مجانين أو عصابيين ، فأجاب الكاتب .. لا الأصح أن نقول إنهم كانوا سيصيرون جميعهم عصابيين لولا أنهم أصبحوا روائيين .
والمقصود أنهم تعلموا كيف يحوّلوا سلبيات المرض إلى إبداع . تعلموا كيف أن يبددوا طاقاتهم السلبية وأفكارهم الشاطحة
وأول خطوات التشافي ما يسمى المكاشفة أو المصارحة والاعتراف ..
تقول أنا أعاني من ؟؟؟ ( تحدد المعاناة بشكل صريح ) وقد تجاوزت الوضع الطبيعي ولا بد لي من حل ... لا ينبغي التهرب أبدا والتأجيل .
فالتهرب والتأجيل أحيانا يزيد العقدة ويزيد من ثباتها .. وبالتالي تزيد المشكلة .
يُعتقد أن العقدة ناتجة عن موقف سلبي قديم مخزون في الذاكرة في اللاوعي أو العقل الباطن .. يتم استدعاؤه بشكل تلقائي عندما يعيش الشخص نفس المشاعر أو نفس الحالة .. بل إن هذا الموقف السلبي يحضر وبقوة ويفرض نفسه غصباً وهو الذي يتسبب في كل هذا الدمار والإحباط .
والحل أن نستبدل تلك المواقف السلبية العالقة بالذاكرة بمواقف إيجابية حتى ولو وهمية ( تحتاج تدريباً )
سوف أضرب أمثلة ..
شخص يخاف من حشرة محددة إلى درجة الرعب .. ماذا يصنع ؟
يبدأ .. بكتابة أسمها على ورقة .. والنظر إليه وقراءته وتكرار ذلك مرارا .
ثم يأتي بصورة لها رسما باليد .. ثم يأتي بصورة حقيقة أبيض وأسود ثم يأتي بصورة ملونة .. هكذا يتدرج .. ثم ينظر إليها (فيدو) .. وأخيرا يتعمد أن ينظر إليها مباشرة من بعيد ثم يقرب شيئا فشيئا .. وهكذا حتى يصل إلى الوضع الطبيعي .
شخص اخر يخاف من مقابلة الجمهور .. ماذا يصنع .
نؤكد له أن هذا وضع طبيعي .. بل إن أكثر من 95 % من البشر عندهم هذا النوع من الرهاب .
أكثر ما يساعد على اجتياز هذه العقدة .. التدرب .. ومن ذلك التحدث بصوت مرتفع .. والتسجيل .. زيادة الثقافة .. والأهم أن يتخلص من الحساسية الزائدة ويضع في حسبانه أن الخطأ طبيعي وأن هناك خطباء كبار اخفقوا وصدر عنهم اخطاء كبيرة ..
وبمجرد أن ينظر إلى الخطأ على أنه طبيعي .. تزول عنه الرهبة
وهكذا .. العلاج .. يكمن في تحديد المشكلة والاعتراف بها .. والتدرب والإقدام وكسر حاجز الخوف .. وإعادة المحاولة ..
هناك عوامل قوية مساعدة ..
زيادة الثقافة والاطلاع .. فهي السبيل الوحيد إلى توسيع المدارك وزيادة الثقة في النفس .. ونسيان المواقف السلبية ومحوها من الذاكرة وبالتالي تجعل الشخص ينظر إلى الأمور بشكل بسيط جدا بل تجعله يستدعي المواقف الإيجابية تلقائيا . وهذا يخفف عنه التوتر
ممارسة نشاط أو هواية ( رياضية .. رسم .. كتابة .. قراءة ) وأنا أوصي بذلك وبشده فهو يزيد من الصحة الجسمية .. يؤدي إلى زيادة الثقة في النفس وتفريغ الشحنات السلبية ومحو - وهذا ضروري جدا- الذاكرة السلبية .
الاندماج في المجتمع .. والإكثار من القيام بالأعمال التطوعية
وأكبر عامل مساعد ..
هو زيادة الطاقة الروحية .. وهي باختصار علاقة الإنسان مع ربه كلما زادت ثقته في الله ارتفعت السكينة والهدوء في داخله .. ألا بذكر الله تطمئن القلوب .. لي مقالة خاصة بالطاقة الروحية .. ما لها وما عليها يمكنك الرجوع إليها ( من هنا )
ذكرنا في بداية المقالة .. إن هناك عقد حميدة .. سوف نعرج عليها سريعا ونكتفي بهذا القدر حتى لا نطيل ونخرج عن طبيعة المقالة فهذه مجرد مقالة وليست بحثا علميا .
ليست الزيادة سلبية بالضرورة في كل شيء وكذلك النقص ..
فمثلا .. الزيادة في التقوى وفي الخوف من الله حميدة شرط أن تكون بعلم وفقه وبعيدا عن الرهبانية .. فالزيادة في التقوى بالعلم والفقه مهما كانت تعتبر زيادة حميدة .
ومثلا أخر .. الكرم والبذل والعطاء .. إذا كان للفقراء والمحتاجين وفي سبيل الله فمهما كانت الزيادة فهي حميدة ..
ومثال ثالث : الشجاعة والإقدام .. إذا كانت في الدفاع عن الدين وعن النفس والعرض وقول كلمة الحق .. فمهما كانت الزيادة فهي حميدة ..
لعلنا نختم بهذه الوصايا العشر فهي مريحة وتجعلك تتوقع كل شيء ولا تنصدم ببعض ردات الفعل ..
هي عشر وصابا كتبها الكاتب الأمريكي كينت كيث .. أخرجها فيما بعد على شكل كتاب اسماه (( على أية حال )) حقق شهرة عالية ومبيعات كبيرة .
١. الناس غير منطقيين ولا تهمهم إلا مصلحتهم ، أحِبهم وتعامل معهم على أية حال .
٢. إذا فعلت الخير سيتهمك الناس بأن لك دوافع أنانية خفية ، إفعل الخير على أية حال .
٣. إذا حققت النجاح سوف تكسب أصدقاء مزيفين وأعداء حقيقين ، إنجح على أية حال .
٤. الخير الذي تفعله اليوم سوف ينسى غداً ، إفعل الخير على أية حال .
٥. إن الصدق والصراحة يجعلانك عرضة للإنتقاد ، كن صادقاً وصريحاً على أية حال .
٦. إن أعظم الرجال والنساء الذي يحملون أعظم الأفكار يمكن أن يوقفهم أصغر الرجال والنساء الذين يملكون أصغر العقول ، إحمل أفكاراً عظيمة على أية حال .
٧. الناس يحبون المستضعفين لكنهم يتبعون المستكبرين ، جاهد من أجل المستضعفين على أية حال .
٨. ما تنفقه في البناء سنوات قد ينهار بين عشية وضحاها ، إبن على أية حال .
٩. الناس في أمس الحاجة إلى المساعدة لكنهم قد يهاجمونك إذا ساعدتهم ، ساعدهم على أية حال .
١٠. إذا أعطيت العالم أفضل ما لديك سيرد عليك البعض بالإساءة ، أعط العالم أفضل ما لديك على أية حال .
هذا ما سمح به المقام وجادت به الذاكرة .. فإن كنت قد وفقت فمن الله وإن كانت الأخرى فمن نفسي والشيطان .. وما وجدتم من خير فانشروه وادعوا لي بالثبات وما وجدتم من خلل فاستروه وادعوا لي بالصلاح .
إن تجد عيبا فسد الخللا .... جل من لا عيب فيه وعلا
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبها / حامد علي عبد الرحمن
للتواصل مع الكاتب
0504587675
[/size][/size][/size][/size]
التعليقات