مؤشرات خطرة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
أما بعد :
أصعب ما يكون .. أن يعمل الإنسان ويجتهد وهو لا يدري .. هل قُبل عمله؟ .. أم لا ؟ .. هل أحسن أو أساء ؟ وأصعب من ذلك أن يحسب أنه يحسن صنعا وهو أبعد ما يكون عن الصواب . قال تعالى : ((الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )) سورة الكهف آية 103 .
ولا شك أن هناك دلائل وعلامات يمكن أن نستشف منها قبول الله جل وتبارك وتعالى لأعمالنا وإلى أي حد ذلك القبول ولذلك جمعت هذه المؤشرات لعلها تنفع أو تفيد في مراجعة الحسابات .
لم أذكر المؤشرات الكبيرة مثل ترك الصلاة أو تأخيرها أو ترك أحد أركان الإسلام أو ارتكاب الكبائر لأن ذلك واضح للعيان فمن يفعل ذلك فهو مخذول بلا شك قليل الحظ والتوفيق نسأل الله السلامة . ولكن ركزت على المؤشرات التي ليست واضحة ويغفل عنها الكثير وربما تكون إشارة إلى عدم قبول العمل وبالتالي إلى الخسارة .
حاولت أن أرصد تلك المؤشرات وأقيدها . فعلت ذلك لنفسي خاصة حتى أجاهدها وأعمل على تلافي القصور وأيضاً لأحصل على أقصى ما استطيع من بركة الأعمال وربما يستفيد منها غيري .. فكلنا ذلك الرجل .
وقبل أن ابدأ أحب أن أذكر بأن الله إذا أراد بالعبد خيراً زاده حرص وتقوى ويسر له عمل الطاعات وترك المنكرات كما يجب التنبيه على حقيقة ربما تغيب عن أذهان الكثير فهناك من يعتقد أن حبه للخير ونياته الحسنة ومشاعره الدينية تكفي وحدها ... وتناسى أن كل ذلك لا ينفع بدون عمل .. أغلب الناس لديهم تلك المشاعر الطيبة ولديهم ضمير يؤنبهم مع الخطأ . كما أن لديهم آمال بعمل الصالحات واجتناب المنكرات .. ولكن لا فائدة من كل ذلك بدون عمل .
ــ سوف اسرد تلك المؤشرات على شكل نقاط حسب حضورها في ذهني لا حسب أهميتها :
o إذا كنت تنصرف بعد الصلاة مباشرة دون تسبيح أو ذكر أو دعاء فهذا مؤشر على قلة البركة وعدم التوفيق وربما عدم القبول والعياذ بالله إلا إذا كان الانصراف نادرا ولعمل ضروري لا يمكن تأجيله . الانصراف العاجل وبدون سبب دليل على الحرمان والخسارة ... يبذل الإنسان جهد في الوضوء والصلاة ويبخل على نفسه بزيادة دقائق بسيطة يذكر الله فيها ويدعو لنفسه . فكان كمن تعب في تجهيز المائدة وبقي على جوعه ولم يتناول الطعام . ( والغريب أن البعض يسابق ليخرج من المسجد بعد الصلاة مباشرة وكأن لديه حالة طارئة أو اجتماع ثم تجده لا يزال يتحدث في الخارج حتى يخرج الإمام وجميع المصلين ) .
o إذا كان يمر عليك اليومين والثلاثة وربما الأسبوع دون ذكر والديك والدعاء لهما والتصدق عنهما حتى ولو كانا على قيد الحياة فأنتبه !! فإن من علامات الصلاح الدعاء للوالدين كما ورد في الحديث ( ولداً صالحا يدعوا له ) (1) . مهما كان حالك وصلاحك إذا كنت لا تدعوا لوالديك أو مقصر في حقهما فأنت أقل صلاح حسب الحديث ذلك مقياس نقيس به مقدار الصلاح إلا إذا كانا توفيا على شرك أو كفر صريح أما غير ذلك فلا تعذر فيهما أبدا . سواء أحياء أو أموات ... إن كانا ميتين فبالدعاء والصدقة لهما وإنا كانا على قيد الحياة فبالبر والطاعة . وأعلم أن من أخطر المؤشرات على عدم التوفيق وقلة الحظ وقلة البركة وعدم قبول الأعمال عقوق الوالدين قال تعالى: : (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا )) سورة الإسراء وقال صلى الله عليه وسلم : (( رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف قيل من يا رسول الله قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة )) صحيح مسلم ومن صور العقوق : رفع الصوت والمجادلة وعدم الطاعة وقلة التقدير والاحترام لهما وعدم تفقدهما والسؤال عنهما وعدم تلمس احتياجاتهما وما يرضيهما .. الخ ومن نتائج العقوق العاجلة في الدنيا قبل الآخرة عقوق الأبناء مستقبلا فبر الوالدين سلف كما يُقال وقلة البركة في العمر والرزق وعدم القبول عند الخلق .
o إذا كنت ممن يمر على مكة المكرمة كثيرا أو ربما تقيم فيها الأيام الطوال دون أن تعتمر أو تصلي في الحرم أو إذا صليت تصلي صلاة عابرة سريعة تسابق الزمن لتخرج من الحرم فأنتبه فإن ذلك من الحرمان ومؤشر على قلة البركة . (( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ (( أخرجه أحمد وصححه الألباني
o إذا كنت ممن تفوته تكبيرة الإحرام أو ربما بعض الركعات أو إذا كنت تتهاون في صلاة السنن فأنتبه فإن ذلك دليل على الحرمان أما إذا كنت لا تصلي جماعة أو تأخر الصلاة عن وقتها فأنت تجاوزت الخطوط الحمراء وهذا مؤشر على الخذلان والعياذ بالله (2) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
o إذا كنت أول ما تصحوا من النوم تشعر بتضايق واكتئاب وتكون أخلاقك سيئة فأعلم أن السبب في ذلك ارتكاب بعض المخالفات والمعاصي والذنوب التي تظنها من الصغائر وتعتقد أن ليس لها أثر والحقيقة أن لها كبير الأثر على الروح مثل النظر إلى الحرام وسماع الحرام والكذب والغيبة والنميمة وشرب الدخان والتقصير في الصلاة .... الخ .
o إذا كان يمر عليك اليومين والثلاثة وربما الأسبوع دون قراءة للقران فأعلم أن ذلك مؤشر على الغفلة وعلى الخسارة والحرمان فللقران سر عجيب في هدوء النفس والسكينة والاطمئنان هذا عاجل بركته غير الأجر العظيم في الآخرة . قال صلى الله صلى الله عليه وسلم: (( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول آلم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف )) راوه الترمذي
o إذا كنت لا تتحرك لنصرة المظلوم وإذا كنت تخاف من قول كلمة الحق أو تستحي من ذلك فينبغي عليك أن تراجع حساباتك فهذا مؤشر خطير جدا جدا يدل على أن خوفك من البشر أكثر من خوفك من الله وهذا فيه ما فيه من الرياء والرياء شرك أصغر كما ورد في الأثر . (3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
o إذا كنت لا تهتم لشأن الإسلام والمسلمين ولا تحزن لمصابهم ولا تحاول نصرتهم أقلها بالدعاء لهم وإذا كنت لا تكره العصاة والفاسقين والمنافقين وبالعكس إذا كنت لا تحب الملتزمين والمستقيمين فأنتبه من السقوط فأنت على شفا جرف لأنك لا تحب في الله ولا تكره في الله وتحتاج فعلا إلى مراجعة لحساباتك بقوة لأن من تمام العقيدة الحب في الله والكره في الله . قال تعالى : (( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهـــَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) سورة المجادلة 22 وفي الحديث : (( عن أنس رضي الله عنه أنّ رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم متى الساعة ؟ قال : " ما أعددت لها ؟ " قال : ما أعددت لها من كثير صلاة و لا صوم و لا صدقة ، و لكني أحبّ الله و رسوله، قال :" أنت مع من أحببت" ، قال أنس : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه و سلم :" أنت مع من أحببت" )) ... فأنظر من تحب ومن توالي وأحكم على نفسك
o إذا كان عندك هوس بالأحلام وتفسيرها وكنت تصدق كل من تكلم في ذلك حتى ولو كان تفسيرا ساذجا وإذا كنت ممن يذهب إلى المشعوذين والدجالين ويصدقهم فيما يقولون فأنت على خطر ، والمؤشر عندك عالي إذا كان خوفك من العين والسحر بدرجة كبيرة جدا وكنت ممن يذهب بنفسه أو بأهله إلى شيخ يقرأ عليهم القرآن فقط أقول القرآن فقط رغم أنك تستطيع أن تقرأ على نفسك فأنت بذهابك لهم تجعل السر فيهم وليس في القرآن وقد أجمع الفقهاء أن ذلك يقدح في تمام التوكل فمن المعلوم والمؤكد أن قراءة المرء على نفسه أو على أهله أبلغ وأكثر تأثيراً فالقرآن هو القرآن ومن يجيد قراءة الفاتحة يستطيع أن يرقي نفسه ولا يحتاج إلى راقي ولم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين قراءات جماعية ونفث جماعي ومكبرات صوت نعم كان هناك رقية وقراءات فردية ولحالات طارئة كالصرع وكانت الرقية لأشخاص لا يعرفون شيء من القرآن . فإذا كنت تعرف تقرأ فلا ينبغي أن تذهب إلى من يقرأ عليك يجب أن تقرأ على نفسك وعلى أهلك وأعلم أن المعوذات وآية الكرسي والفاتحة تكفي وحدها وهي التي ورد فيها أثر للرقية أما تخصيص آيات للعين أو آيات للسحر وآيات للحفظ فليس من السنة في شيء والقرآن كله شفاء ... وبالنسبة للقراء نقول لهم اتقوا الله واطردوا هؤلاء السذج ولا تقرءوا عليهم أبدا إلا من اتضح عجزه عن القراءة لجهلة فأنتم بالقراءة عليهم تجارونهم في الجهل وأنتم مسئولون عن ذلك أمام الله . أما الاستفادة من الطب ومراجعة المستشفيات أو الذهاب لمن لديه ممارسة عملية مبنية على علم وخبرة كالكي أو الأعشاب أو الحجامة فهذا جائز ومباح شرعاً بل مندوب إليه في حال المرض .
o إذا كنت تترك القنوات الفضائية بغثها وسمينها مفتوحة في منزلك ولا تحرص على انتقاءها وتقنينها فأنت وأبنائك على خطر كبير وتتجلى خطورة ذلك في خواء الروح ودمارها وقلة الغيرة والعياذ بالله وبالتالي إلى ضياع الذرية وفسادها نسأل الله السلامة .
o إذا كنت لا تغضب لتجاوزات أبنائك الدينية كتأخير الصلاة والنوم عنها أو ارتكابهم بعض المعاصي أو تجاوزاتهم الأخلاقية في تعاملاتهم وألفاظهم أو ملابسهم وعاداتهم ... إذا كنت لا تغضب لذلك وتحاسبهم عليه .. فأحذر كل الحذر فإن ذلك سيؤدي بلا شك إلى عقوقهم لك مستقبلا ، هذا في الدنيا غير حساب الله لك في الآخرة على تقصيرك في تربيتهم لأنهم أمانة عندك وأنت ضيعت الأمانة . (4)
o إذا كنت لا تأمر أبنائك بزيارة وصلة أرحامهم من أعمام وأخوال وأقارب ولا تحاسبهم على التقصير في ذلك وخاصة في حال المناسبات والمرض فأعلم أن هناك فشل كبير جدا في التربية سوف ينعكس عليك مستقبلا .. لا يكفي أن تقوم أنت بذلك بل ينبغي أن تربي أولادك وتأمرهم وتحثهم على صلة الأرحام والأقارب وتصطحبهم معك ... أما إذا كنت أنت نفسك مقصر في ذلك أو لا تقوم به فأعلم أنك محروم من الأجر العظيم والبركة العظيمة .. بل أنت في وضع أعظم من ذلك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا يدخل الجنة قاطع رحم )) رواه الترمذي ... وصلة الأرحام يجب أن تكون خالصة لله لا على أساس المصالح الدنيوية أو المكافأة ( إن زارني أو أعطاني زرته وإن لا فلا ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِي ، وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ مَنْ إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا " رواه البخاري .
o إذا كنت تتحايل على الخروج من العمل بسبب وبدون سبب أو تتحايل على التهرب من الواجبات والمسئوليات الموكلة إليك أو تستغل أدوات وأجهزة العمل أو كنت تسعى لأخذ الانتدابات والمكافآت بدون حق ... فأعلم أنك تأكل مال حرام وتطعم اهلك وأبنائك سحت (5) وتأكد أنك على طريق الهلاك وعقوبة ذلك في الدنيا قبل الآخرة قلة البركة وعدم إجابة الدعاء وإذا مات الإنسان وهو لم يتب فربما تكون سببا في دخوله النار والعياذ بالله .
o إذا كنت تعتمد على الواسطة في أعمالك وتأخذ مكان غير مكانك حتى في أبسط الأمور كالاصطفاف في الطابور أو الانتظار في المستشفيات... فأنتبه فأنت على خطر كبير وأعلم أن الله يمهل ولا يهمل واحذر فربما دعا عليك أحد الذين تجاوزتهم بغير وجه حق ( دعوة مظلوم ) دعوة تقلب حياتك رأسا على عقب ... هناك خلط كبير جدا بين الواسطة وبين الشفاعة الحسنة فالواسطة المذمومة هي التي يترتب عليها ظلم للآخرين . حتى ولو كان الظلم بسيط من وجهت نظرك ، كأن تسبق غيرك في مكان انتظار أو تأخذ شيء ليس لك من وظيفة أو دورة أو ترقية .. أما إذا كانت الواسطة لتسهيل الأعمال أو للحصول على حق دون أن يكون هناك ضرر أو ظلم للآخرين فإن ذلك من الشفاعات الحسنة التي فيها أجر عظيم .
o إذا كنت تسخر من الملتزمين أو من بعض مظاهر الدين أو كنت ممن يهزأ منهم ويحاول تقليدهم ليضحك الآخرين ، أو كنت لا تعظم شعائر الله ولا تستحضر خشيته جل وتبارك وتعالى كأن تضحك أثناء الصلاة أو تحاول إضحاك غيرك فيها أو غيرها من الشعائر ( حتى ولو كنت مازحا ) فأنت على خطر عظيم فقد تجاوزت الخطوط الحمراء . قال تعالى: (( ولئـن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ..)) سوة التوبة 66 أيضا أحذر أن تجالس قوم هذا فعلهم حتى لا تكون مثلهم قال تعالى : (( ... إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً .. )) سورة النساء 140
o إذا كنت ممن يبالغ في سرد الأخبار والمواقف فأنتبه فإن المبالغة نوع من الكذب أما إذا كنت تكذب بشكل واضح وصريح فأنت في وضع أكثر خطورة فالمؤمن كما قال صلى الله عليه وسلم لا يكذب وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( .... الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا )) أخرجه البخاري ومسلم .
o إذا كنت لا تستغل المواسم لتكفير ذنوبك وزيادة رصيدك من الحسنات فأنت بلا شك محروم وخاسر ومن ذلك صيام الست من شوال واستغلال عشر ذي الحجة وصيام يوم عرفة وصيام عاشوراء ، أيضا إذا كنت ممن يصوم رمضان عن الطعام والشراب فقط .. مسلسلات وأفلام وأغاني وسهر وبلوت وغيبة ونميمة وأن صليت صلاة عجلة ناقصة وبذهن شارد همك متى ينتهي الإمام تنام عن الصلاة المفروضة وتأخرها عن وقتها . إذا كنت كذلك فأنتبه فإنه لا دليل أكثر وضوح من ذلك على عدم التوفيق .
o نختم بهذه الفائدة الجليلة وهي تعتبر قاعدة في هذا الباب : الطاعة تقود إلى الطاعة والمعصية تقود إلى المعصية ولذلك فإن من علامات قبول الطاعة أن يتيسر لك طاعة أخرى ومن شؤم المعصية أنها تسهل وتيسر ارتكاب معصية أخرى فإن رأيت نفسك تقبل على المعاصي وتستمر عليها فأحذر فأنت تنجرف إلى دوامة لا خروج منها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (( عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )) رواه مسلم
(2) قال صلى الله عليه وسلم : (( صلاة الجميع تزيد على صلاته في بيته، وصلاته في سوقه، خمسا وعشرين درجة، فإن أحدكم إذا توضأ فأحسن، وأتى المسجد، لا يريد إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درحة، وحط عنه خطيئة، حتى يدخل المسجد، وإذا دخل المسجد، كان في صلاة ما كانت تحبسه، وتصلي عليه الملائكة، ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يحدث فيه )) الصحيحين وقال النبي صلى الله عليه وسلم (( من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى، كتب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق )) حسنه الألباني
(3) قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يقفن أحدكم موقفًا يضرب فيه رجل ظلمًا؛ فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه)) رواه الطبراني . وقال صلى الله عليه وسلم: (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه (( متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم )) رواه الترمذي
(4) يقول عليه الصلاة والسلام : (( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))؛ رواه البخاري ، ومسلم . وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ))؛ رواه الترمذي . وما أجمل هذا القول للغزالي رحمه الله قال: الصبيُّ أمانةٌ عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرةٌ نفيسةٌ خاليةٌ عن كل نقشٍ وصورة، وهو قابلٌ لكل نقش، ومائلٌ إلى كل ما يُمالُ إليه، فإن عُوِّد الخيرَ نشأ عليه، وسَعِدَ في الدنيا والآخرة أبواه، وإن عُوِّد الشر وأًهْمِلَ إهمال البهائم، شَقِيَ وهَلَكَ، وكان الوِزْرُ في رقبة القيِّم عليه.
(5) قال صلى الله عليه وسلم (( إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به )) رواه الترمذي (558) وصححه الألباني. وروى البخاري من حديث خولة الأنصارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ))
التعليقات